@drjasem
من خلال عملي في الاستشارات التربوية كتبت (12) قاعدة ذهبية في التربية، وأحببت أن أقدمها لكل من يعمل في المجال التربوي وهي كالتالي:
القاعدة الأولى أن المشاكل التربوية لا تنتهي أبدا، فتبدأ من الولادة وتستمر إلى زواج الأبناء وبعض المشاكل تستمر حتى بعد زواج الأبناء، فمن يعتقد أن المشكلة التربوية لها عمر محدد أو زمن مقيد فهو مخطئ، ومن يقول انني لا أعاني من مشاكل تربوية فهذا يعني أنه لم يكتشف المشكلة التربوية بعد.
والقاعدة الثانية هي: عليك أن تفرح بالصفات المتشابهة والمشتركة بينك وبين ابنك، وتستفيد من الصفات المختلفة معه بتنميتها واستثمارها، فلا تنتقدها أو تطمسها أو تمسحها من شخصيته.
والقاعدة الثالثة هي: ألا تحزن على تدخل الجدات في التربية حتى ولو كان خلاف تربيتك، فتربية الأم تبقى هي الأقوى دائما، إلا في حالة لو ترك الطفل عند الجدة وانشغلت الأم عنه طول اليوم أو غابت عنه لسفر أو دراسة أو زواج ففي هذه الحالة يكون تأثير الجدة أقوى من تأثير الأم.
والقاعدة الرابعة هي: ألا تقارن بين ابنك والآخرين حتى ولو كان أخاه، فإن هذا النوع من المقارنة مدمرة له وجالبة للأحقاد والكراهية، وإذا أردت أن تقارنه فقارنه بنفسه وقدراته وقل له إنك كنت بالأمس أفضل من اليوم بالدراسة أو بالطاعة وهكذا.
والقاعدة الخامسة هي: أن تشرح لطفلك عن التاريخ والماضي حتى يحب أصله ويشعر بقيمته، وتبين له تاريخ بلده وحاضره وتوضح له أن تاريخنا الإسلامي هو جزء من شخصيتنا وهويتنا وأن من لم يكن له ماض فلا حاضر له ولا مستقبل.
والقاعدة السادسة: أن تضع قانونا في البيت للألعاب والأصدقاء والملابس والنوم والطعام والترفيه حتى يلتزم به الطفل ويتعلم الانضباط والترتيب واحترام نظام الأسرة، وكن حازما لا شديدا في تطبيق القانون.
والقاعدة السابعة هي: اترك لطفلك فرصة الاستكشاف حتى ولو حاول أن يستكشف شيئا يؤذيه، فأعطه الفرصة مع إشرافك عليه ليتعلم من أخطائه لأن زيادة الحماية تدمر شخصيته وتضعف ثقته بنفسه.
والقاعدة الثامنة: اربط ابنك بالله ورسوله من خلال تعليمه وذكر قصص القرآن والسنّة والسيرة حتى يزداد تعلقا بالله ورسوله، فالطفل يرتاح لوجود الله بحياته ويعطيه الأمن والقوة.
والقاعدة التاسعة هي: أن تمدح طفلك بين فترة وأخرى واحرص أن تمدح سلوكه وأعماله لا ذاته وشكله، وزد في مدحه لو وقف موقفا فيه اعتزاز بدينه وهويته.
والقاعدة العاشرة هي: لو تصرف ابنك تصرفا مخيبا للآمال فلا تعتقد أنك فشلت في تربيته بل اعتبر هذا التصرف فرصة لك لتعزيز القيم وتكرارها مرة أخرى حتى تثبت في نفسه وعقله.
والقاعدة الحادية عشرة هي: أنه لا توجد طريقة واحدة في علاج المشاكل التربوية أو تقويم السلوك، فكل طفل له طريقته التي تتلاءم مع شخصيته وتعتمد على حسب عمره وتربيته وبيئته والمؤثرات التي حوله.
والقاعدة الثانية عشرة هي: أن تبين لابنك الحكمة من العبادات مثل الصلاة والصيام حتى يفهم معناها ويؤديها بخشوعها وأركانها، وحتى لا يعتبر الدين والعبادة جزءا من عاداته وتقاليده وإنما هي أساس عقيدته وثقافته وهويته، فهذه هي القواعد التربوية الذهبية، وفي المقال القادم سنكتب عن القواعد التربوية الفضية.