لا شك ان فكرة مشروع الأفنيوز تستحق التقدير والإعجاب وقد لا نوفي الشركة المطورة حقها مهما تحدثنا عن هذا المشروع السياحي والترفيهي العملاق الذي تخطى الوصف، ووضع الكويت على بداية طريق الدخول والمنافسة في مجال السياحة.
ومن يبدي استغرابه من مقولة الكويت السياحية، فان السياحة انواع متعددة ومتاح منها الكثير ومتوافر من المقومات التي تناسب الكويت، كسياحة التسوق والسياحة البرية والسياحة الشمسية وغيرها اذا ما تم تطويرها وغيرها من الخصوصيات التي تميز الكويت.
وعودا الى ملف الأفنيوز فهو بحق وصل الى درجة الأسطورة، التي لم يحك عنها بعد ولم تعرفها اساطير ألف ليلة وليلة، اذا ما سمعنا تعليقات الزوار لهذا المرفق الحيوي الذي يحكى عنه ما لا يحكى في اي مشروع مثله في العالم او اكثر الدول تطورا.
لكن من نافذة سياحية واقتصادية وتجارية بحتة، يمكن القول ان الأفنيوز أرسى دعامة اساسية ونواة حقيقية يمكن البناء عليها للتقدم أكثر وأكثر في ملف احياء السياحة في الكويت ومدى الاستفادة منها في تدعيم الاقتصاد ويمكن ان يشكل مدخولا اضافيا ولو بسيطا لكنه سيعزز من ايرادات الدولة ويفتح آفاق التعاون في مجالات متعددة ثقافية وطبية وتجارية وصناعية وغيرها.
الكويت دولة تجارية من طراز فريد وتملك منشآت فندقية وقطاع مطاعم عالميا فضلا عن آلاف العلامات التجارية التي يحويها مجمع الأفنيوز بتجربة شراء ملهمة تناسب كل الأذواق والتطلعات فقط بحق انها تجربة ينقصها ان تطرز بتاج السياحة التي يشكل مدخول بعض الدول منها كاسبانيا مثلا نحو ايراد دول الخليج مجتمعة من النفط ولعل انفاق دبي الهائل على البنية التحتية لقطاع السياحة هو خير دليل على عائدات هذا القطاع لاسيما انها ماضية من دون تأخر او تردد في تنمية حضورها على خارطة السياحة والترفيه.
لقد اعطانا صاحب السمو الأمير اشارات مهمة بتفضله بافتتاح الأفنيوز في عام 2007 تتمحور في رسالة مفادها تشجيع القطاع الخاص ورغبة منه في ان يدعم كل نجاح، حتى وان كان خاصا لا مشروعا حكوميا عاما فهو في النهاية في الكويت وباسم الكويت.
ربما ما نحتاج اليه حاليا هو خطة ورؤية واضحة يعكف عليها اصحاب الاختصاص والخبرة في السياحة وان توضع موضع التنفيذ على طاولة زمنية محددة.
وتزخر الكويت بهذه الخبرات في مجالات سياحية مختلفة ربما فقط هم بحاجة الى مبادرة تقود الحلم.
ولم لا والكويت مقبلة على تحديث لأسطولها الرسمي الممثل في الخطوط الكويتية، وهي خطوة مكملة ومهمة وحيوية على الطريق الذي يجب استغلاله للانتقال الى عهد جديد من التخطيط البعيد المدى لتنويع مصادر الدخل والاستفادة من الموقع الجغرافي للكويت ملتقى التسامح والإنسانية ومركز تلاقي الديانات والحرية والعيش الكريم.
لا شك ان ازدهار الكويت أمنية كل من يقيم عليها من أبنائها المواطنين او أبنائها ايضا المقيمين.
[email protected]