مَنْ منا لا ترتبط بذهنه ذكرى جميلة عن مصر الحبيبية، من منا لا يرتبط مع مصر بمحبة بنتها سنوات من العلاقات الطيبة والزيارات المتكررة وحب المرور بمصر عبر أي دولة؟!
لا أنسى ابدا وجودي في مصر خلال فترة الاحتلال الصدامي لبلدنا الكويت، وكنا قد خرجنا من لندن متجهين الى مصر حيث الاهل والرفاق والاحباب فاستقبلنا اصدقاء زوجي في المطار وعند الطائرة وقد عانينا ما عانينا وظهرت لنا أخلاقهم ومعادنهم الطيببة الأصيلة، ولا انسى حي الدقي الذي سكنا به وكانت للعائلة شقة صغيرة هناك فساعدونا جميعا ووقفوا معنا وكوّنا مجموعات من الصديقات د.بلقيس النجار، وجهاد البدر، وشريفة الكندري ونبيلة العنجري ونظيرة البدر وحذامة المطوع، ساعدنا في هذا التجمع من اجل الكويت الكثير من الاخوات المصريات منهن هالة مرعي، والسيدة سهام الهضيبي، وسامية الساعاتي وزينب الغزالي وصحافيون واعلاميون بارزون، وكثير غيرهم، لا تحضرني اسماء كثيرة، كل ما اريد قوله ان هذا الشعب.. ابن البلد المتحمل الصابر ورغم كل الظروف ضاحك مستبشر ينطلق بنكتة هنا وقفشة هناك.
من ينسى الادب والعلم والجامعات والمكتبات؟ من ينسى مكتبة مدبولي ـ رحمه الله؟ من ينسى ان مصر اول من نشرت التعليم في البلدان العربية هنا وهناك؟ وتستحق منا مصر ان نظهر محبتنا ولهفتنا عليها ودعاءنا بأن يستتب الامن فيها وان يهدأ وان يتفرغ مبدعوها للعمل في كل مجال، مصر دائما مرفوعة الهامة قوية وهي قلب كل مواطن عربي.
وجدير بكل العرب ان يلتفوا حولها ويساهموا في رقيها بكل طريقة ممكنة.. كل الدول العربية قوية بقوة مصر الأم وثباتها وتفوقها، مرت علينا فترة من التوتر ومواجهة اجهزة التلفاز والقنوات الفضائية، نتابع ما يحدث في مصر الحبيبة العظيمة ام الدنيا بحزن وألم بالغ وما آلت اليه الاوضاع وازداد خوفنا على مصر ان تكون في لحظة ما لقمة سائغة لاحد او لجهة ما، لكن الحمد لله حمدا كثيرا طيبا ان حفظ الله مصر المحروسة، ورعاها وسخر لها من ابنائها من يتصرف بحكمة ووعي، ليرفعوا مصر على سواعدهم وتكون قلبهم النابض يبث الحياة في كل حين، وتستعصي على الموت والهلاك وتظل عزيزة، بعيدة المنال، عالية، بعيدا عن الطامعين والطارئين والخبثاء وستظل بإذن الله محروسة.