لو طلب وزير التربية ووزير التعليم العالي ان يقدم الناس شكاواهم ضد الوزارة في صندوق كبير لامتلأ الصندوق واحتاج الى «كونتينر»، ولا ذنب للوزير في ذلك فهي تركة ضخمة تحتاج لخطط وآليات واستراتيجيات لحلها، والحمد لله اننا على مشارف انتهاء الدراسة ليسعف الوقت الوزير ليقوم بالتحليل والتعليل واكتشاف مواقع الخطأ وعلاجها وحتى لا تكون الأمور «ليس بالإمكان أفضل مما كان» وليأذن لنا الوزير بأن يشاركنا ونشاركه الهموم والقضايا التربوية وسنبدأ بأول الهموم واكثرها تأثيرا على المجتمع وهي رسائل الماجستير والدكتوراه من جامعات غير معروفة، لقد امتلأت الساحة الكويتية فجأة بحملة الماجستير والدكتوراه «لا ادري كم عددها للآن» بعضهم بكد يده وإعمال عقله والبعض الآخر بشراء، وواسطات تمنح الدرجات العليا الماجستير والدكتوراه دون مجهود دراسي «شهادات مزيفة» تساوي بين المجد المفكر والفاشل المتقاعس ويساهم هؤلاء للاسف مساهمة فاعلة في نشر الفساد اينما حلوا فهم عالة على المجتمع.
فهذا المزيف الذي اشترى الشهادة ليهين بها العلم والعلماء ويزين بها مكتبه ويضيفها لسيرته الذاتية ويتمطع بها عند الحديث والجميع يقول لا، الشهادات المزيفة ضربة قوية لتماسك المجتمع وقوته التي تتجلى في مبادئه ومثله وقيمه واخلاقه كمجتمع متحضر وراق.
معالي وزير التربية.. الأخ العزيز بوأنس، لقد آن الأوان لتغلق دكاكين بيع الشهادات ايا كانت، وان تقف بقوة امام هذا الموضوع، فبعض اصحاب هذه الشهادات لا يستطيعون قراءة او كتابة ورقة واحدة او الحديث عنها، وبعضهم أتى بها من بلدان لا يعرفون لغاتها، ولم يتأكدوا ان كان التعليم العالي عندنا يعترف بشهادتهم ام لا، سيسألك التاريخ عن اصحاب هذه الشهادات اذا اندسوا في المجتمع كذبا وزورا وبهتانا فماذا سينتجون؟ وهل سترفع الظلم عن الذين درسوا وتعبوا ونالوا شهاداتهم في ظل الغربة والدراسة والمذاكرة الحقة والبحث وسهر الليال؟ ما قيمة شهاداتهم اذا قورنت بهؤلاء الذين اشتروها بالاموال وبالواسطات ليصلوا الى الوظيفة الجيدة والمنصب الرفيع؟
يا معالي الوزير، الأمر لن يكلفك الكثير، فقط لابد من حصر عدد اصحاب هذه الشهادات ومنشأ شهاداتهم ولتكن هناك لجنة حازمة صادقة تخاف الله ولا تخشى في الله لومة لائم لنعرف من يسمح لأي طالب يذهب للدراسة في جامعة غير معترف بها او لا يعرف لغتها، ليأتي ويطالب بالاعتراف بها او الاعتراف بالشهادة.
يا معالي الوزير: ان سارت هذه الواسطات ونجحت في تسلق ابراج العلم العالية بشهادات مزورة، واذا انت يا معالي الوزير فتحت لها الابواب فالله يسألك والناس تسألك والمجتمع بأسره، وتعتبر شوكة في خاصرة الوطن تفتت في قيمه واخلاقه وتستعدي عليها.
هذه رسالتي اليك يا معالي الوزير لأننا كما عرفناك قويا في الحق، وحريصا على التعليم، حريصا على مستقبل الوطن من خلال مستقبل الابناء. لا تدعهم يوجهون طعنتهم للعلم والعلماء فيتساوى الجاهل والعالم فعندها تسقط المجتمعات، وانت حريص على رفعة المجتمع ورقيه.
اعط كل ذي حق حقه ودع اللجان الاكاديمية الجادة والصادقة تفند هذه الشهادات، والكثيرون متفائلون بالنتائج.
طغى هذا الموضوع على احاديث الناس في كل مكان فكانت هذه الرسالة الأولى.