كاملة العياد
روح المرحومة حمدية خلف هي تلك الروح الشفافة التي احبت الكويت فأحبتها وعملت بكل محبة واخلاص يترجم عطاءها وحبها، فحيثما تواجدت في كل محفل يكون حديثها عن الكويت واهلها واينما تذهب تجدها متحدثة عن حبها للكويت واهل الكويت، شخصية مثقفة واعية ومحبة زارتني منذ فترة لاهدائي كتابها «غنيمة المرزوق دانة من بحر الكويت» وهو كتاب رائع بدأت استهلاله برسالة موجهة الى هؤلاء الفقراء في الموقف والسلوك والعبارة رغم ثرائهم المادي فيأتون الى العالم لا يسمعهم احد ويرحلون مثل الدخان لا يتركون بصمة او اشارة، وتحدثت بعمق ومواكبة عن عطاء انساني وفكري متناه للسيدة غنيمة المرزوق وسجلته في اهدائها بمقدمة الكتاب تقول لي: «بكل ما في القلب والوجدان من محبة لشخصك ووطنك واهلك الطيبين كتبت هذا المؤلف بمداد المحبة والوفاء لشخصية اعتز كثيرا بها، ولوطن تحملني طويلا كما تحمل الام الرءوم اولادها لك خالص امنياتي».
قرأت الاهداء مرات ومرات ووجدته انعكس وفاء نادرا ومحبة تملأ روحها كما هي ذكراها الآن في سماء الكويت وكما هي في عقول وقلوب احبابها من الكويتيين وغيرهم، وكلمة عزاء لا نفيها حقها.
بكل المحافل الكويتية تجد اريجا وعطرا مميزا لروح المرحومة حمدية خلف «سيرة ذكية رائعة يعرفها كل من جلس معها وكان حديثها الشيق الرائع في آخر احتفالية بمنزل د.سهام الفريح في احتفالية ثقافية كعادتها في كل شهر حيث تتجمع السيدات المدعوات في تواصل ثقافي مميز وبعدها كانت زيارتها لاهدائي كتابها وكنت امني نفسي بجلسات رائعة مع هذه الانسانة المتواضعة الرائعة فكرا وروحا ومجلسا والتي تدهشك بإطلالتها وحديثها وروعة كلامها، رحمك الله رحمة واسعة ايتها الجوهرة النادرة في وسط موج متلاطم لكن ضياءك ظل يعكس نوره على صفحات هذا البحر وأمواجه، رحمك الله رحمة واسعة واسكنك فسيح جناتــه وانــزل عليــك الرحمات وانزل على زوجك د.محمد المهدي وابنتك الصبر والسلوان وان يرحمنا الله جميعا برحمته.
وفعلا كما قلت رحمك الله في مقدمة كتابك الموجه الى الفقراء في الموقف والسلوك والعبارة ليتعلموا من عطائك وموقفك وسيرتك العطرة اسكنك الله فسيح جناته.
لقد انطفأت اطلالة جميلة رائعة الطلة مشرقة المحيا، تشع صفاء روحها خيرا وبركة على المكان، ونسأل الله ان يجعل الخير والبركة في ذريتها.