في عالم تتفاعل فيه المتغيرات بشكل سريع في نظم وأساليب المعيشة والحياة، نجد أنفسنا أمام ثورة مواكبة في مبادئ وطرق التربية والتغيير للأفراد والمجتمعات، ففي حين أنه الأسرة سابقا كانت تحافظ على قيمها ويديرها ربانها بالأوامر الفوقية التي لا يملك أفرادها مخالفته فيها، نجد حاليا مثل هذا الأسلوب ليس فقط غير مجد من الآباء والأمهات مع الأبناء، بل يولد العناد والإصرار على المخالفة من الجيل الجديد، أي ان الاتجاه التربوي الأسري تحول من الخارج إلى الداخل في التوجيه ليحل محله أسلوب وطريقة أخرى تعمل على إدارة الأفراد في الأسرة من الداخل إلى الخارج، أي التغيير بملامسة عمق العقل والوجدان وهو ما تعتمد عليه أساليب ومهارات الحوار الحديثة، كما هي القاعدة في الأفراد نجدها في إدارة وتوجيه المجتمعات.
بعد تجربتي الشعوب العربية في تونس ومصر، انطلقت إرادة الشعوب الأخرى في المنطقة العربية في كل من ليبيا واليمن والبحرين تأبى إلا أن تستحصل حقوقها المشروعة من الحياة الكريمة، ولا تزيدها الممانعة من حكامها إلا عنادا وإصرارا بحيث لا يرضيها إلا أن تنال حقوقها المدنية غير منقوصة ولا ينفع معها غير الحوار الصادق الشفاف، وحيث إن الكويت والبحرين دولتان من مجلس التعاون الخليجي، وقد وقفت البحرين معنا حكومة وشعبا وفتح الشعب البحريني الكريم للشعب الكويتي المنكوب خلال محنة الاحتلال الصدّامي بيوته بسخاء عجيب دون أن يسأل عن مذاهبنا ولا طوائفنا، فحقه علينا أن نجزيه بالإحسان لنا إحسانا، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!.. لذا ليس فقط نحمد الله على حكمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، بالامتناع عن إرسال قوات كويتية لقمع الشعب البحريني، بل نطمع ونناشد سموه وهو أمير الحكمة والحوار أن يتصدر بنفسه الحوار الهادف الذكي بين جلالة ملك البحرين وشعبه الطيب ويرسي بينهما التراضي على الحقوق المشروعة للشعب وأمن وسيادة مملكة البحرين الشقيقة، ونجاحات سموه السابقة في مواقف مشابهة وآخرها في سلطنة عمان تنبئنا بأنه مالها غير بو صباح.
[email protected]