خالد العصيدان
لأننا نعيش في زمان «التردي» و«سوء الخدمات» التي طالت كل مرافق الدولة بلا استثناء فلا تستغرب اذا حلت بنا «كارثة انسانية» لأن الضعف يولد النقص والنقص هو عنوان الفشل وهذا الذي لا يستوعبه بعض المسؤولين الذين اشبعونا بـ «لجان التحقيق» التي هي أشبه ما تكون بـ «ذر الرماد في العيون» ومسرحية هزلية تنال من كرامة ابناء هذا الوطن.
فما حصل بمستشفى الجهراء قبل أيام من حريق مؤسف أدى الى وفاة مواطنين يجعلنا نواسي انفسنا بأنفسنا لأن وزارة الصحة اصبحت «مقبرة للكويتيين»، فبغض النظر عن «حالة الانهيار التي تعانيها هذه الوزارة منذ عدة أعوام، فإن ما حدث لم يكن فقط مجرد قضاء وقدر، بل نتيجة لواقع سيئ من الاهمال واللامبالاة تجعلنا نتوقع مصائب تلد أخرى، ونخاف من مقولة «هل من مزيد».
ان ردة فعل الاخوة النواب متوقعة وفي محلها الصحيح، ولكن هذا لا يعفيهم من المسؤولية المشتركة فيما حدث من باب «الشراكة السياسية»، التي كان من المفترض ان يفعّل النواب أدواتهم تجاه التعاون مع الحكومة لبناء المستشفيات والمدارس وغيرها لا البكاء والندب على كل مصيبة ورمي الأخطاء على الغير وكذلك الحكومة هي ايضا «المعنية الأهم»، فيما حدث وتسبب بكارثة مستشفى الجهراء والمسؤولة تماما عن كشف الأخطاء «بشفافية» وبأسرع وقت ممكن حتى تتم احالة المتسببين في هذا الاهمال والتقصير الى النيابة العامة فورا «لأن الخطب جلل» وأرواح الناس غالية وأمانة في اعناق الحكومة، ونتمنى ألا يكون القادم أسوأ، وسنتفاءل ونقول «الله يكون بعون الكويت».
قبل الختام...
نتقدم بأحر التعازي والمواساة الى ذوي الضحايا ونسأل الله تعالى لهم الصبر والسلوان، كذلك نسأل الله أن ينعم بالشفاء على جميع الجرحى وان يخرجهم سالمين غانمين.