خالد العصيدان
ان العلاقة التاريخية والمميزة التي تربط الكويت بالمملكة العربية السعودية على مر السنوات الطوال، شعبا وحكومة، والتجانس المنقطع النظير بين هذين البلدين، كان لهما المردود الايجابي والأثر الكبير والبالغ في التوافق السياسي للبلدين على الكثير من القضايا العربية والاقليمية وعلى جميع الأصعدة والمستويات فالوضع الراهن وما يحدث على الساحتين العربية والإقليمية من قضايا لها تداعيات خطيرة على المنطقة برمتها وتنذر بما هو أسوأ من المتوقع وما يحدث في فلسطين كما هو معروف ومؤسف في الوقت نفسه، كل هذا يحتاج إلى وقفة جادة من خلال دعم المبادرة العربية للسلام والتي أطلقها العاهل السعودي الملك عبدالله في القمة العربية ببيروت من خلال اقناع الغرب وأميركا بأن الخلاص من هذه القضية يبدأ من هذه المبادرة، بالإضافة إلى محاولة تجنيب المنطقة نشوب حرب محتملة باتت قريبة وتلوح في الأفق جراء الملف النووي الإيراني المتأزم والتي ستكون نتائجها بلا أدنى شك وخيمة على المنطقة برمتها ناهيك عما يحدث في العراق من غياب واضح للأمن وتزايد العمليات الارهابية وتناحر طائفي مقيت واقتتال داخلي ودعوات الى تقسيمه وتفكيكه.. الخ تلك المصائب وكذلك ما يحدث في لبنان من أزمات تعطل مصالح الشعب اللبناني بالاضافة الى قضايا الارهاب ومحاربته.
ونحن لا ننسى تصريح ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز في عام 1999 حين قال وقتها «...ان أعظم قرارين اتخذهما خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، هما توسعة الحرمين الشريفين وقرار تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991...»
ونزول سموه ضيفا كبيرا على سمو الأمير حفظه الله في هذا التوقيت المهم جدا يؤكد على ما ذهبنا اليه من أنه تجب مناقشة تلك القضايا ومحاولة معالجتها وايجاد السبل المناسبة للخروج من هذا المأزق فالوضع في المنطقة لم يعد يتحمل والتعاون او التكاتف وتوحيد الرؤى والجهود هما الأساس والمطلوب بين الدول الخليجية خاصة والدول العربية بشكل عام على الأقل لحماية أنفسها والدفع نحو التهدئة لاسيما أننا نعيش في زمن الضعف العربي وحالة انعدام الثقة مع وجود صراعات اقليمية كبيرة تعج بها منطقة الشرق الاوسط مبنية على اختلاف المصالح بين تلك الدول الكبرى التي من شأنها كما يقال بالمثل الشعبي «تزيد الطين بلة» وتزيد من تراجعنا ومواجعنا أكثر مما نحن فيه.
قبل الختام
الكل يعلم بالعلاقة والأخوية التي تربط صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على وجه الخصوص وهذا بلا شك يعزز من اهمية هذه الزيارة نحو تحقيق الأهداف المرجوة من هذا اللقاء من خلال توقيع الاتفاقيات الثنائية وحل بعض المسائل العالقة مما يعود بالنفع على البلدين.
هذا، ونتمنى للأمير سلطان ومرافقيه طيب الإقامة في الكويت ونقول له بلسان أهل الكويت كما قال الشاعر قديما:
لو علمت الدار من زارها فرحت
واستبشرت وقبلت موضع القدم
وأنشدت بلسان الحال قائلة
أهلا وسهلا بأهل الجود والكرم