خالد العصيدان
تحدثت مع أحد القياديين في وزارة الشؤون الاجتماعية في حوار مختصر حول الوضع السيئ داخل مجمع دور الرعاية الاجتماعية الذي يضم غالبية ذوي الاحتياجات الخاصة، فقال ضاحكا البلد كله سيئ، فهل وقفت على هذا المجمع؟ فقلت له هناك فرق بين التقصير والوضع السيئ، فقال «خلها على ربك، فلولا المساعدات من أهل الخير لهذا المجمع من دعم وتبرعات لكان الوضع أسوأ بكثير مما هو عليه في الوقت الراهن» وبالفعل فوجئت بتصريح وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية وهو يبشرنا بالبشارة الكبرى عن قيام الوزارة بتنفيذ العديد من المشاريع داخل هذا المجمع، وجميعها تبرعات من أهل الخير في الكويت «لاحظ كلمة جميعها»، ونحن بدورنا نسأل: وماذا عن وزارة الشؤون، لماذا لا تلحق بأهل الخير وتتبرع لهذا المجمع وتشاركهم الأجر والابتعاد عن الزيارات التقليدية في مناسبات الأعياد وتقديم أظرف بداخلها 20 دينارا لا تغني ولاتسمن، أليس هذا ما يحدث؟!
باختصار ومن دون مبالغة الوضع داخل هذا المجمع كارثي، والإهمال بلغ حافة الانهيار، فقضية «وفاة معاق» نتيجة إهمال خدمة النزيل ليست الأخيرة وليست الأولى وما هو قادم سيكون أسوأ، فنحن لا نطالب فقط بإصلاح الممرات داخل تلك المباني وإدخال التحسينات على شكل الغرف والقاعات المتهالكة بل والنهوض بهذا القطاع في جميع المجالات، فهذه الفئة ليست عالة على المجتمع، كما أن كل الموارد متوافرة للوزارة لخدمة هذه الفئة، وقد وضعت الميزانيات لها على أن تترجم بقرارات من قبل الوزارة ولكن أين القرار؟
ناهيكم عن وضع موظفي القطاع وهي المأساة الأخرى وما يحدث لهم من هضم كبير لحقوقهم من خلال عدم دعمهم معنويا وماديا بالعلاوات والحوافز التي توازي ما يقومون به من خدمات كبيرة، والملاحظ أنه لا يوجد هناك دعم قوي وملموس لهم رغم ما نسمعه من تصريحات بأن التعامل مع المعاقين من أصعب المهن منذ أكثر من 4 سنوات إلى الآن، والدليل أن المراسلات بين الوزارة والديوان لاتزال في حلقاتها الأولى ويبقى واقع العاملين مع المعاقين أسوأ من مباني مجمع دور الرعاية.
قبل الختام:
حذر رئيس نقابة العاملين بوزارة الشؤون الاجتماعية من أن النقابة ستقوم باتخاذ خطوات أخرى ما لم يتم التدخل وإقرار كادر لهذا القطاع أسوة بالوزارات الأخرى، وبما أن الوضع «راوح مكانك» فلا الوزارة تحركت ولا الديوان أقر الكادر، نحن نوجه سؤالنا ونقول: ما الخطوة المقبلة بعد هذا التحذير؟