خالد العصيدان
اعلم بأن الموت حق وان كل نفس ذائقة الموت طال عمرها أم قصر وان «كل من عليها فان» وان الباقي هو الله الذي إليه تعود عاقبة الأمر، ومع كل هذا من الإيمان بالآخرة والإيمان بالقضاء والقدر يكون الإنسان ضعيفا إذا فقد عزيزا عليه، فكيف إذا كان الفقيد من اقرب الأقرباء وأحب الأصدقاء وهو ابوعمر سالم العصيدان، وقتها يكون الخطب جللا والخسارة فادحة.
إذا مـا دعـوت الصـبر بعـدك والبـكا
أجاب البـكا طوعا ولـم يجـب الصبر
فـان ينـقـطع مـنـك الـــرجاء فـانـه
سيـبقى عليك الـحزن ما بـقي الدهـر
فرحمك الله يا سالم العصيدان وأسكنك فسيح جناته مع الأنبياء والرسل والصديقين والشهداء ومع صحابة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وأكرمك بأن تنعم بجوارهم وبجوار من كنت تكنى باسمه وهو عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه ) الذي أحببته حبا لا يعلمه سوى علام الغيوم.
هكذا هي الدنيا تفجعنا بمن نحب وبمن كانوا لنا نعم الإخوان ونعم الأصدقاء ونعم أبناء العمومة ولا تعرف سوى لغة الوداع ولغة الدموع، فكم نحن بحاجة إلى إعادة التفكير بهذه الحياة وهل هي تستحق كل ما نقدمه وهي زائلة ونحن من قبلها زائلون؟
قبل الختام.. فبُعدك يا أبا عمر عنا يزيد المدامع إغراقا والنفوس أحزانا ولكن (إنا لله وإنا إليه راجعون).
يا غائبا بالثرى تبلى محاسنه
اللـه يوليـك غفـرانـا واحــسانــا
إن كـنت جرعـت كــأس المـوت واحـدة
فـفي كـل يـوم أذوق المـوت ألـوانا