يزداد المشهد السياسي سوءا وتعقيدا كل يوم، رغم نصح الناصحين ودعوات المخلصين، فرغم شفافية ما كتب وصراحة ما قيل حتى من الذين استشيروا من الداخل والخارج الا ان الحراك العام يسير في الاتجاه المعاكس في ظل تغليب المصالح على الصالح وسيادة نزعة العناد في التعاطي مع شؤون العباد.
والعناد حين يصل لدرجة حادة من التصلب والغلو في الرأي يصبح سلوكا سلبيا ومرضيا، ولذا كان هذا النمط من هذا السلوك مجالا لاهتمام الباحثين في مجال السلوك الانساني والنفسي والتربوي، حيث اظهرت بعض الدراسات ارتباط سمة العناد بالتفكير الاحادي «رؤية المرء وجهة نظره بأنها الوحيدة التي يمكن ان تكون صحيحة» اكثر من اصحاب التفكير الحر.
كما سبق لباحثين ألمان من معهد ماكس بلانك ان اعلنوا اكتشافهم الجين (المورث) الذي قد يكون مسؤولا عن العناد الذي يتسم به بعض الناس، وشرح الباحثون في معهد ماكس بلانك لعلوم المعرفة البشرية والمخ في ل بتسيج في المانيا ان نحو ثلث المجموعة التي جرى بحثها تعرضوا لطفرة جينية a1 وربما تكون تلك الجينات مسؤولة عن صفة العناد عند هؤلاء الاشخاص.
وأيا كان وضع تلك الصفة والسلوك على خارطة العلوم النفسية والسلوكية او الجينية البشرية، فإن جرعة العناد في واقعنا السياسي العربي دخلت الدائرة المرضية، والخطورة انه عندما ساد هذا السلوك في شؤون ادارة بعض من تلك الدول حينها اصبح الزناد عندهم علاجا للعناد.
[email protected]