خالد القطان
يوم 2/8/1990 كان خنجرا في خاصرة الأمة العربية فهو مسؤولية من؟ فالتاريخ يشير الى الطاغية المقبور صدام حسين، لا نسأل له الرحمة، فالرحمة لا تجوز إلا على المؤمنين.
أما حزبه البعثي ومن والاهم من الأنظمة المتلونة فكان الأفضل لهم ان يدفنوا رؤوسهم في الرمال لأنهم يشعروننا بالغثيان فمنطقهم يقول «ضع رأسك اينما تضع رجليك» فيشعرونا بخيبة الأمل فتفوقوا على الصهيونية وألبسوا الباطل ثوب العفاف والوقار.
تذكرني حماقة الطاغية المقبور بالمثل القائل: «وين أذنك يا جحا فأشار بيده اليمنى الى اذنه اليسرى» فحين كان جيشه رابع اكبر جيش في العالم حينها لماذا لم يحارب اليهود ويحرر القدس، أليس خليفة صلاح الدين كما زعم؟ ام ان حامي حمى الوطن والأمة العربية، كما ادعى سعى، فقط لانهاك المنطقة بحروب ادت بها الى الهاوية، فكان رأس حربة للقضاء على التنمية ولعب دورا محوريا للقضاء على شمل الأمة العربية، وهو المنادي بالقومية العربية ثم انزوى على نفسه واعلن الحرب على الكل حتى بلده وشعبه فبداياته كانت بإخماد ثورة الجنوب في العراق ومن ثم ضرب حلبجة بأسلحة كيماوية وخاض حربا مع ايران واحتل الكويت في 2/8 في الساعة الثانية فجرا محتلا الكويت العاصمة بجيوشه التي فاقت جيوش الخليج قاطبة ومن مزاعمه:
ان الاحتلال كان تأييدا لانتفاضة مزمعة ضد قيادة الكويت.
واتهم الطاغية المقبور الكويت بتعمد تخفيض أسعار النفط وضخ كميات اكثر من حصتها، طبعا هذا قول كل من خف عقله وعظم جهله.
فحتى تخوض حربا لابد من توافر قضية عادلة وليس اعتداء على دول الجوار بمناسبة أو غير مناسبة.
وجود سلطة شرعية بالانتخاب أو التعيين وكلنا نعرف كيف انتهى حسن البكر القائد الأسبق له.
أن يكون استعمال القوة آخر ملاذ وهذا لم يحصل لأن منطقه كان متحجرا.
أن يكون السلام هدف خوض الحرب وليس الحرب من أجل الحرب.
أن يتوافر أمر بتسوية ودية ونجاح مضمون وليس خروجك مهزوما مدحورا فيضحك العالم كله على أم معاركك.
فمن تاريخ هذه الشخصية الطاغية انه بدل ان يتمسك بشماعة انه «لا حليب موجودا لأطفال العراق»، اشترى من الاتحاد السوفييتي والصين اسلحة ثقيلة ومدرعات وخلافه بمليارات الدولارات واشترى من فرنسا مفاعل اوسيراك (مفاعل تموز) وقامت دول حليفة له بتزويده بأسلحة كيماوية وبيولوجية ليقضي على ايران، والمعلوم ان الحرب العراقية - الايرانية امتدت الى 8 سنوات، فهي اطول الحروب التقليدية في القرن العشرين، وقدرت فيها الخسائر المالية بـ 1.19 تريليون دولار اميركي، واستخدم فيها جميع انواع الحروب من حرب المدن وحرب الناقلات وكشف تقارير سرية، تم رفع السرية عنها اخيرا والولايات المتحدة الاميركية واسرائيل كانتا تزودان ايران بأسلحة وذخيرة حتى كشف عن واحدة منها وسميت بفضيحة ايران كونترا، فكانت كعميل مزدوج، وكان من مصلحة الولايات المتحدة إطالة أمد الحرب حينذاك حتى تسقط هذه القوى بسكانها.
فما أحدث الطاغية المقبور من فوضى لا يمت للحقيقة بأي صلة فكان يطبق قانون الغاب، القوي يأكل الضعيف، وخالف اتفاقية لاهاي سنة 1899 وميثاق محكمة نورمبيرغ العسكرية واتفاقيات چنيف لسنة 1949، فكل ما احدثه كان فوضى عارمة انتهكت فيها قوانين الحرب والسكان المدنيون، ففي الكويت قامت قواته بقتل الشريف العفيف بالتعاون مع استخباراته وعلى النقيض هناك طريق مفروش بالورد واعطاء الكنوز لأبواقه ومواليه كعبد الباري دولار وزمرته.
واخيرا لا يسعني الا ان استعين بمقولة «العنف هو الملجأ الوحيد للعقل المحدود».