خالد القطان
حملوهم على الاكتاف، فرشوا لهم السجادة الحمراء، والورود انهالت عليهم من كل حدب وصوب، استقبلوهم استقبال الفاتحين الابرار مرفوعي الرؤوس واياديهم مازالت ملطخة بدماء الاطفال الابرياء وتبنت قضيتهم دول ومنظمات لها ثقلها حتى لا يكشف ما كان يدور خلف الابواب المغلقة. ففي طرابلس العاصمة حدث منذ ما يقرب من ثماني سنوات مضت قضية كانت حديث الشارع العام حينذاك، وما لبثت ان تحولت الى قضية امن قومي تكشف جماعات ومنظمات لدول تعمل بالخفاء للإضرار بأبناء الامة العربية انها قضية الممرضات البلغاريات وزميلهم الفلسطيني الذي تجنس اخيرا بالجنسية البلغارية حيث قاموا عابثين غير آبهين بالقضاء على حياة ما يقارب اربعمائة واربعين طفلا ليبيا وذلك بتلويث دمائهم بحقن تحمل ڤيروس الايدز مع سبق الاصرار والترصد وكانت محاكماتهم نتيجتها بعد كل هذه الفترة من احكام اول درجة واستئناف وتمييز كلها تدين هؤلاء الوحوش الكاسرة، طبعا لم يعجب الحكم هؤلاء ومن يقف وراءهم فسعوا سعيهم لنقض العدالة وتغيير مسارها فحتى يحفظ النظام الليبي ماء وجهه ويخرج بصورة المنتصر قام بخلق عملية التسوية والتعويضات المزعومة، وحكاية مكافأة الاتحاد الاوروبي بعد انصياع ليبيا لاكثر من مرة بقضية لوكربي، وتقول والدة احدى الضحايا في لقاء تلفزيوني ها هم القتلة يرحلون بطائرة فرنسية ببادرة من الحكومة الفرنسية الى ديارهم، من سيرجع لنا حقوقنا؟
لقد تأكدنا الان ان صوفيا عاصمة بلغاريا وكل من تسبب بهذه الكارثة وله ضلع فيها لم يدفع مليما واحدا ولكن الذي فعل ذلك هو الحكومة الليبية بعد تورطها بهذا الموضوع وتحاشيا للابعاد السياسية والاجتماعية على الدولة لهؤلاء المواطنين وحتى لا ينقلب السحر على الساحر وتصبح المسألة كلها «عواء ولطما وشق جيوب» وكما قال الشاعر صبحي الوارد عن الدنيا «هي مجنونة يجري من خلفها العقلاء» فالحكومة الليبية برأيها لا شيء يستحق ليجعلهم يعيشون، في رأيي هذه الحماقة بتلك.