خالد القطان
منذ آلاف السنين ونحن نسمع القصص والحكايات عن أبطال وأساطير ومنها ما يتقبله العقل والمنطق ومنها ما لا يتقبله عقل ولا منطق على الاطلاق، وفي النهاية ربما صدقنا خيالا كان او حقيقة، ونظل نسمع مثل هذه القصص والحكايات الى ابعد الحدود لأننا نتغير والزمان لا يتغير، وتذهب بنا الراكبة الى حكايات النساء حيث قالوا ان قيس مات مجنون الهوى، وقالوا كذلك عن عنتر وعبلة وروميو وجوليت وغيرهم من عشاق عصورهم التي عاشت زمنا طويلا، الكثير منا لا يستطيع حصره، ويبقى سؤال: هل هذا حقيقة ام انه وهم نكذب به على انفسنا؟ هل جنون قيس من اجل امرأة حقيقة عاصرت زمنا، وان كان فأي امرأة تستحق الجنون حبا فربما كان الجنون امرا طبيعيا بوجود اي امرأة دون استثناء ليلى، وهل تلك النساء جديرات بان يذكرهن التاريخ؟ أي امرأة تلك التي يقول عنها التاريخ، بعد ان وصفهن الله بأن «كيدهن عظيم» وأن كيد الشيطان كان ضعيفا، فهناك مثل اسباني يقول النساء الجميلات هن بيض الدجاجة السوداء، وفي كتاب شيق للمؤلف الألماني الاصل كارل شبيغل يقول لا تجد حرجا في تصنيف شريكة حياتك لان النساء أنواع، النوع الاول: امرأة تملي على الرجل كل ما انزل الله عليها من جبروت والرجل حينها يتقبل ما لا يستطيع رفضه فأنصحه بالزواج من النوع الثاني، وهو: نوع متمرد أحيانا ولكنه ودود ويعترف بخطئه، يعيبه فقط انه يلجأ للعويل والصراخ فإن لم يعجبك، فالجأ للنوع الثالث فهو يلتزم عبوس الوجه به طاقة سلبية يريد افراغها بتكسير اواني المطبخ واغراق المنزل ودائما ما يستعمل مع الرجل السلاح التقليدي وهو الدموع التي يضعف امامها اي رجل وان لم يعجبك اي نوع فمن حولك من الجنس الناعم ليسوا بنساء، ففي وطننا العربي جميع قصص هذا الزمن مليئة بالأهوال التي لا يصدقها عقل ولا منطق فزواج المرأة من الرجل يرجع الى قرارها هي لا قرار الرجل، وطلاقها من الرجل يكون بقرارها هي لا قرار الرجل، في كل الاحوال صدقا لا نفاقا، فهي ان ارادت رجلا أشعلت فيه نار الرغبة حتى تمتلكه بين أنيابها، وان كرهت رجلا حاولت بشتى الطرق ان تبعده بأقل خسارة من حقوقها عنده من نفقات ومقدم ومؤخر فبالتالي يجد الرجل نفسه حُصد حصادا مرا وتخرج من جحرها مهزوما.
يحكى أنه مرت امرأة فائقة الجمال برجل فقير بل معدوم، فنظر اليها وقلبه ينفطر شغفا بجمالها فلما تقدم منها دار بينهما الحوار التالي:
الرجل: وزيناها للناظرين.
المرأة: وحفظناها من كل شيطان رجيم.
الرجل: بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون.
المرأة: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب.
الرجل: نريد ان نأكل منها وتطمئن قلوبنا.
المرأة: لن تنالوا البر حتى تنفقوا.
الرجل: وان كان ذا عسرة.
المرأة: حتى يغنيهم الله من فضله.
الرجل: والذين لا يجدون ما ينفقون.
المرأة: أولئك عنها مبعدون.
عندها غضب الرجل وصاح الا لعنة الله على نساء الأرض أجمعين.
فأجابته المرأة: للذكر مثل حظ الانثيين.
لكل قرائي الأعزاء شكرا لكم على التواصل ولكن يعجبني النقد الهادف والبناء وليس التجريح فباب النصيحة مفتوح والعتب مرفوع.
وأخيرا استشهد بهذا البيت من الشعر:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم