شيء جميل أن يطبق القانون بصفة دائمة على المخالفين وليس على حسب المزاج، وقد أطلعتنا الصحف خلال الأيام الماضية على جولات تفتيشية قامت بها فرق البلدية على المحلات التي تتداول المواد الغذائية في مختلف المحافظات، وتمكنت تلك الحملات من رصد العديد من المخالفات التي تحتاج إلى وقفة جادة لمحاسبة كل متقاعس عن عمله، ما تسبب في ارتكاب جملة من المخالفات التي طالعتنا بها «الأنباء» في عددها الأحد الماضي على الصفحة الأولى، ما يدفع الإنسان للابتعاد عن بعض المطاعم بسبب المخالفات التي يشيب منها رأس الطفل والمتمثلة في وجود حشرات زاحفة وصراصير ممزوجة بالكاكاو لتصنيع الحلويات، وفي المقابل شاهدنا في اليوم نفسه جولة لبلدية الجهراء على المحلات التي تتداول المواد الغذائية وكان معظمها مطاعم وحصيلتها كانت إغلاق 11 محلا مخالفا، وقبلها بلدية مبارك الكبير والتي سجلت العديد من المخالفات بحق المخازن في منطقة صبحان.
تتابع الجولات لم يبين لنا قوة البلدية، بل كان الأولى أن تستر تلك العيوب، بدلا من بثها على وسائل الإعلام، والذي يبين انعدام الجانب الرقابي على بعض المحلات حتى تجرأت على ارتكاب كل تلك المخالفات التي لم تكن وليدة الساعة، بل كان أغلبها متعلقا بالنظافة العامة، فهل أصبح جهاز البلدية يتصيد المخالفات فقط خلال الجولات الإعلامية متناسيا عمله الأساسي المتعلق بصحة الناس؟ ماذا كان سيحل بالمواطنين والمقيمين لو لم تكن هناك مناسبة مثل قدوم شهر رمضان.. لوجدنا مستشفيات مبارك والجهراء والعدان تعج بالمرضى بسبب تقاعس البلدية عن دورها الرقابي، لذلك يتوجب على وزير الأشغال ووزير البلدية د.فاضل صفر أن يضرب بيد من حديد ويطبق مبدأ الثواب والعقاب على من يتقاعس عن عمله سواء كان مديرا او موظفا، بدلا من تباهيهم وظهورهم في وسائل الإعلام، لأن صحة الناس أمانة في عنقك يا دكتور.
البلدية يكمن عملها في الرقابة على كل ما يتناوله الإنسان والمضحك في الأمر أنها وضعت بطاقة تفتيش في كل مطعم او محل بيع المواد الغذائية تمكن المفتش من ان يثبت جولته اليومية على المحلات، ولكن تلك البطاقة أصبحت في طي النسيان، والسؤال الذي يطرح نفسه أين دور هذه البطاقة؟! ألا تعتبر الدليل الرسمي على تقاعس الموظفين، فلابد من تأصيل مبدأ العقاب في البلدية بدلا من التأشيرات المعهودة على النشرات اليومية المتعلقة بأخبار البلدية والتي تناقلتها الصحف اليومية والتي تحمل الثناء والشكر وما شاهدناه في جولات الأسبوع الماضي يحتاج إلى توبيخ وليس شكرا.
أتقدم بأصدق التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، والشعب الكويتي بمناسبة شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا وعلى عموم المسلمين بالصحة والعافية.