استغرب تماما من تصاريح المسؤولين في وزارات الدولة في كل طلة إعلامية على شاشة القنوات المحلية بأن أبوابهم مفتوحة بوجه المواطنين المتضررين لرفع المعاناة عنهم، ولكن في واقع الحال نجد أن أبواب هؤلاء المسؤولين مغلقة بالفولاذ ولا يستطيع أي مواطن أن يقابلهم، وتقتصر فقط على مدير المكتب الذي طالما يقابلك بابتسامة صفراء وعبارة ثابتة في معظم الوزارات، الوكيل حاليا مشغول ولا يمكن مقابلته يرجى ترك هاتفك وسنحدد لك موعدا في أقرب وقت، ولكن يا ترى متى يحدد الموعد؟ ربما ان هناك الكثير من القياديين تقاعدوا ومازالت قائمة الانتظار والمقابلات متخمة ولم يتذكر هؤلاء المواطنين احد النظر في شكواهم، حيث إنني أستغرب حينما أسمع أن الأبواب مفتوحة لانه لو أراد أي مواطن مقابلة مسؤول في برجه العاجي يحتاج إلى واسطة أو إلى نائب ذي ثقل حتى يتسنى له المقابلة ويشرح له ما يجول به خاطره وربما ان معظم المقابلات التي يحتاجها المواطن تكمن إما في معاملات بالعلاج بالخارج لمرضى ليس لهم ناصر او واسطة، او معاملة متوقفة في البلدية او في إحدى وزارات الخدمات او ظلم واقع على احدهم ويريد من ينصفه، حيث ان المواطن يرى ان مقابلة القيادي حق من حقوقه كما انه جاء في هذا الموقع خدمة للمواطنين وليس للتباهي و«الترزز» والتعالي على البشر.
الملاحظ ان معظم القياديين في وزارات الدولة حق التكشخ بالمنصب لا يريدون النظر إلى مشاكل الناس، احد الأصدقاء أكد لي أنه أراد مقابلة احد المسؤولين بدرجة وكيل مساعد ليشرح له مسألة معينة اقسم صاحبنا ان مديرة المكتب قالت له: الوكيل المساعد في اجتماع وقال انه في الحقيقة كان يشاهد الواسطات تتخاطف أمامه ويدخلون ما دعاه ذلك ان يتذكر مقطع لمسلسل درب الزلق حينما دخل الواسطة على لجنة التثمين دون الالتزام بالدور لأنه فلان ابن فلان.
لذلك أريد أن أوضح أن الأمر لم يقف فقط عند عدم مقابلة الوكلاء والوكلاء المساعدين وإنما انتقلت العدوة إلى مديري الإدارات في وزارات الخدمات فمثلا لو تريد مقابلة مدير مستشفى او مدير منطقة تعليمية تحتاج إلى مواعيد حتى تقابله أو واسطة علما أن مناصبهم تتطلب فتح الباب أمام المراجعين وتقديم التسهيلات لهم.
لذا أطلب من الوزراء أن ينزلوا إلى ارض الميدان ويشاهدوا المراجعين كأنهم «يطرون» في مكاتب القياديين ينتظرون الشفقة او مرور احد من الأعضاء يتوسط لهم بالدخول كذلك لابد من احترام المراجعين من خلال الأسلوب الطيب من قبل بعض مديري مكاتب القياديين او السكرتارية الذين يتعاملون معهم بكبرياء وكأنهم وزراء.
كما أتمنى ان يبتعد القياديين قليلا عن القصور العاجية التي يتربعون بها ويعايشون الناس معاناتهم لان هناك الكثير من القياديين تقاعدوا من مناصبهم ولم يتذكرهم أحد بسبب ما لقيه الناس منهم من سياسة الباب المغلق فلابد على المسؤولين الحاليين أن يراعوا الله في خدمة الوطن والمواطن.
[email protected]