بعد الهجرة المعاكسة الصيفية لبعض الحالات المتمارضة، أخيرا اتضحت لدى وزارة الصحة الرؤية ولكن بعد فوات الأوان في تعليق عمل اللجنة العليا في إدارة العلاج بالخارج.
هذا الإجراء الذي قامت به الوزارة يضع علامات استفهام كبيرة على أعضاء تلك اللجان بسبب توقيف عملها لأسباب غير واضحة، الأمر الذي يحتاج الى ان تكون وزارة الصحة أكثر شفافية وتعلن عن أسباب توقف عمل اللجان.
المسؤولون بالوزارة بإجرائهم هذا ظلموا فئة كبيرة من المرضى من حيث تقديم تظلماتهم لتلك اللجان بسبب عدم سيطرتها على الوضع في إدارة العلاج بالخارج، كما انه بهذا العمل وضعت اللجنة في موقف لا تحسد عليه ويتوجب على أعضائها الإعلان فورا عن استقالاتهم إذا لم تعلن الوزارة عن أسباب الإيقاف الذي تناقلته وسائل الإعلام وصمت عنه النواب.
لأن المريض الحقيقي ليس بحاجة إلى شهر معين حتى يتم ابتعاثه لتلقي العلاج، فرحمة بالمرضى الذين أنهكتهم الأوجاع لأنكم انتم المساءلون أمام الله على الأمانة التي وكلتم بها، يا مسؤولي الوزارة، الجميع أحبط من الإجراءات التخبطية التي ينتهجها القياديون بالصحة، تارة العمل وفق اللائحة الجديدة وتارة أخرى العودة بالعمل وفق شروط اللائحة القديمة وكل ما تم عمله كان الهدف منه تخفيض المخصصات وليس كما هو منشود تخفيض ميزانية العلاج بالخارج والتي أتوقع انها تعدت المبالغ المرصودة لها خلال الشهور الماضية.
أيضا المكاتب الصحية الخارجية بحاجة إلى غربلة فبعض المسؤولين عن تلك المكاتب من الصعب ان يجده المرضى حينما تصادفهم مشكلة في بلاد العلاج على الرغم من أنهم وجدوا في تلك الأماكن لحل مشاكل هؤلاء المرضى، ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي، فالأبواب مغلقة وكذلك الموبايلات.
المرضى يحتاجون الى اهتمام ورعاية من قبل تلك المكاتب والتي يتحكم بها أشخاص غير كويتيين ويتحدثون بتعال دون حل لمشاكل المبتعثين التي تصادفهم في المستشفيات والشركات الوسيطة بين المكتب والمستشفى وخصوصا في أوروبا.
المطلوب الآن من وزارة الصحة تغيير جميع الطواقم الإدارية والطبية في تلك المكاتب تليه قرارات إنهاء الندب، لأن المشكلة الأساسية تكمن في بعض الإداريين والأطباء المستعان بهم في تلك المكاتب، ويجب على وزارة الصحة ان تسعى الى تكويت المكاتب الصحية بالخارج بالكوادر الوطنية التي تريد خدمة بلدها في أي مكان بدلا من الحال السيئ الذي نشاهده في معظم المكاتب، حيث يكون رئيس المكتب والمسؤول المالي مواطنين، اما البقية فهم مستعان بهم.
لذلك بات من الضروري الإسراع في عملية التكويت وفتح أبواب المسؤولين عن تلك المكاتب لخدمة المراجعين، إضافة الى تعميم رقم خاص او حساب في مواقع التواصل الاجتماعي يتم من خلاله التواصل مع المرضى الذين دائما يتذمرون من سوء المعاملة وعدم الاهتمام من قبل تلك المكاتب.
وللأمانة يجب ان نقدم الشكر الى رئيس مكتب واشنطن السابق خالد العبدالغني وأتمنى من جميع رؤساء المكاتب الجدد الذين سيتم تعيينهم خلال أيام وكذلك الذين على رأس عملهم ولم تشملهم رياح التغيير ان يحذوا حذو الذي سخر جهده لخدمة المواطنين من خلال تخصيص هاتف معين للرد على استفسارات المرضى رغم إجازة المكتب الأسبوعية وهذا الشيء يسجل له ويستحق منا الإشادة لأن أي قيادي يخدم اي مواطن له منا الشكر الجزيل.
كذلك نشيد بمبادرة رئيس المكتب الحالي د.علي العنزي الذي قام بزيارة بعض الأسر المبتعثة في الولايات المتحدة الأميركية للاطمئنان عليهم والتعرف على أبرز مشاكلهم خلال فترة العيد، كما نطلب من العنزي ان يفعل الرد الفوري على المرضى نظرا لتعدد الولايات وتعدد المشاكل التي تواجههم في المستشفيات ومع شركات التأمين لأن خدمة المريض واجبة.
كما لا يفوتني ان أدعو وزارة الصحة الى أن تحذو حذو مكاتبنا العسكرية في الخارج التي يبتعث لها المرضى الذين يقدمون لهم كل الخدمات من أجل راحة المرضى ومرافقيهم وخاصة في بريطانيا فبارك الله فيكم وكثر الله من أمثالكم لخدمة وطنكم.
[email protected]