بدأت سهام الأسئلة البرلمانية توجّه نحو وزير الصحة عن أعمال سابقة من تركة كبيرة وتجاوزات لم يستطع المجلس المنحل الماضي حلها رغم محاور الاستجواب المطروحة من قبل المستجوبين.
وزير الصحة د.جمال الحربي غير مسؤول عن أعمال من سبقه من الوزراء، فلماذا التهديد والوعيد المتكرر له من قبل البعض مع تعمد منهم تجاهل الإصلاحات التي قام بها.
المساءلة السياسية تحتاج إلى وقت وفرصة تمنح للوزير لإصلاح حال الوزارة التي تعج بالفساد الإداري والمالي بناء على تقارير ديوان المحاسبة الصادرة مؤخرا ومعالجة الخلل ومحاسبة الوزير بنظري تتم عندما لا تشهد إصلاحاً من قبل الوزير ويبقي الوضع على طمام المرحوم، ولكن العكس ما نلاحظه ان الحربي منذ بداية تكليفه بالحكومة قام بالجولات على المستشفيات للوقوف على مواطن الخلل والإسراع في معالجتها، كما قام بمراجعة عدد من العقود المرصودة لها ملايين الدنانير أوقف بعضها لاستنزافها مبالغ مالية كبيرة إضافة الى التغييرات الإدارية بين المسؤولين ومعالجة ملف العلاج بالخارج.
بعد توليه الوزارة أغلق حنفية السياحة العلاجية على بعض المتمصلحين من هذا البند الذين يجدون من خلاله كسب عدد أكبر من أصوات الناخبين.
البعض من النواب لا يتمنون استمرار الوزير في موقعه ومهاجمته بأنه عنصر مؤزم لأنه قطع مصدر رزق الخدمات لديهم على ظهر الدولة هذا الأمر يجب أن يسجل للوزير وأن يقف معه مجلس الوزراء في إصلاح وزارته وتطهيرها وعدم التدخل في أي قرار يتخذه ويجب على النواب الإصلاحيين الوقوف معه لأنه بالفعل رجل يعمل بمفرده لمواجهة الدمار بالوزارة الذي تتناقله الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل مستمر. للأمانة أنا لا تربطني بالوزير أي علاقة ولكن المسؤولية والأمانة الصحافية تتطلبان أن نقف مع أي مسؤول يخدم الوطن والمواطن وهذا الشيء موجود في هذا الرجل.
الوزير عالج مشكلة العلاج بالخارج وضرب عش الدبابير منذ تسلمه بحركة تدوير كبيرة وتعديل اللائحة الخاصة بالعلاج بالخارج وجعل الابتعاث للمريض الحقيقي من خلال اللجان الطبية التخصصية، وتعليق عمل اللجنة العليا التي أرسلت آلاف الأشخاص خلال العامين الماضيين. لذلك يجب على النواب إعطاء الوزير فرصة لمدة عام لإصلاح اعوجاج الوزارة، وأن يدعموه بكل قوة لأنه بالفعل أتى من أجل الإصلاح، وخير شاهد أعداد المبتعثين الحقيقيين التي نشاهدها حاليا بعد أن نظم العمل في تلك الإدارة وأسند الأمر الى أهله من أصحاب الاختصاص، وقطع الواسطة التي حرمت الكثير من المحتاجين للعلاج من الابتعاث بسبب عدم وجود من يساعدهم من نواب أو أشخاص متنفذين في السابق.
نواب الأمة الصيف قادم والهجوم غير المبرر على الوزير والتهديد له رغم الإصلاح لهو دليل على قرب موسم السفر ومحاولة البعض في فتح الباب مرة أخرى على مصراعيه من اجل إرضاء ناخبيهم الذين تعود البعض منهم على السفر السياحي خلال الفترة الماضية وهذا الشيء مرفوض.
أخيرا.. أتمنى أن يسأل الوزير عندما نشاهده لم يحرك ساكنا من الأعمال السابقة لوزراء قبله ولكن ما نشاهده ان الوزير حرك المياه الساكنة واحدث تغيرات في الوزارة لم يستطع احد إنجازها خلال الفترة الماضية.
الكرة في ملعبكم يا نواب، امنحوا الوزير فرصة وكونوا عونا له بدلا من أسلوب التهديد، يكفي أن الدولة دفعت ما يقارب المليار خلال عام على العلاج بالخارج أو ما يسمى بالسياحي، ومنا الى مجلس الوزراء، الحربي ابن الوزارة وأهل مكة أدرى بشعابها.
[email protected]