شهدت الاسبوع الماضي أزمة سوق المباركية والتي واجهها أصحاب المحلات بقرار صحيح وهو الاضراب العام احتجاجا على القرار غير المدروس. الاصوات تعالت بسبب التوجه الى انهاء الحياة التراثية وعبق الماضي في هذا السوق الذي أصبح احدى الواجهات المهمة للزوار والمواطنين لما يتمتع به حيث تجد به كل شيء حديث وقديم وهذا الشيء الذي جعله واجهة للجميع واصبح من ضمن الجدول السياحي لكل من يقصد زيارة بلدنا الحبيب.
المناشدات المستمرة بوقف القرار لم تستمر طويلا حتى جاء التدخل من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك بإنصاف اصحاب المحلات واعادة الحياة الى أروقة هذا السوق. وهذا الامر يسجل لسمو الرئيس والذي اكد في تصريح صحافي حرص الحكومة على إيجاد حل لمشكلة أصحاب المحلات في سوق المباركية، والحفاظ على حقوقهم ومصالحهم دون الإخلال بالطابع التراثي للسوق. وجاءت توجيهاته بمخاطبة الشركة المديرة لأسواق المباركية والطلب منها وقف إجراءاتها فورا تجاه المحلات التجارية.
سمو الرئيس، تعلم جيدا ان أسواق المباركية هي المتنفس الكويتي الاصيل للمواطنين والمقيمين، الجميع يريد المباركية بتصميمها الحالي ولا يريدون أي تطوير لان أجواء الماضي هي التي جعلت هذا المكان عامل جذب للناس.
جهود سموك مشكورة في اعادة البسمة لأهل الكويت وأصحاب المحلات.
اقرار تلك الزيادات سيجعلهم ضحية لانهم هم من ساهم في دعم السياحة وجعلوا من المباركية معلما من المعالم الهامة في الكويت ولابد من مكافأتهم من خلال انصافهم وحل مشكلة الايجارات بشكل نهائي لان المباركية وسككها ومحلاتها عزيزة علينا جميعا ونريدها بحياتها البدائية بقرص العقلي والرهش والدرابيل واستكانة الشاي وأتمنى ابعاد الخصخصة عن تلك الاماكن لان هذا التوجه سوف يدمرها.
اخيرا.. تطرق الزميل محمد الحسيني في مقالة سابقة الى تأييده لمطالبة النائبة صفاء الهاشم ووصف الوضع برأي المقيم على هذه الارض.
كلمة حق قالها الحسيني بأنه لا توجد بالعالم أي دولة لا تحصل ضريبة او رسوما من الوافدين عليها وهذا الشيء صحيح وزيادة على ذلك أرى أن هناك دولا تحصل ايضا من مواطنيها رسوما مقابل الانتفاع نظير الخدمات المقدمة لهم ولم نسمع لهم أي احتجاج يذكر حيال ذلك الاجراء.
المقالة ترجمة لإحساس الحسيني الراقي الذي يرى انه لا مجال للعنصرية في اتخاذ مثل تلك القرارات، لذلك اقول انت لست وافدا وإنما من أهل البلد ونحترم رأيك الذي يدل بالفعل على محبتك الصادقة لهذا البلد، بارك الله فيك وبطرحك العقلاني وكثر الله من أمثالك الذين يقولون كلمة الحق مهما كانت ردة فعلها.
[email protected]