بعد أكثر من 40 يوما خرج التشكيل الحكومي الجديد، البعض وصفها بأنها ولادة متعسرة لطول مدة تشكيلها.
وقبل الإعلان عن الحكومة بأيام، بدأت مواقع التواصل الاجتماعي بتشكيل الحكومة، وأعتقد أن معظم الشعب الكويتي أصبحوا وزراء، منهم من أمضى ساعة وغيرهم دقائق، وذلك من خلال بورصة الترشيحات التي اكتسحت مواقع التواصل والتي بدأت باجتهادات شخصية من البعض أحرجت رئيس الحكومة وجعلته يستعجل في الإسراع بإعلان أعضاء الحكومة الجديدة والتي خرجت لنا بهذه التشكيلة بتغير بنسبة 60%.
كل حكومة جديده تخرج لنا نطالب أن يكون بها وزراء تكنوقراط وأصحاب رؤية يريدون أن يعملوا وجاءت هذه المرة التشكيلة بخلطة لا تخلو من تلك المطالبات، فيما يرى بعض النواب أنها حكومة ترضيات سياسية.
بداية، نبارك للشيخ ناصر صباح الأحمد توليه منصب نائب أول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، وهو صاحب رؤى اقتصادية ورئيس فريق تفعيل رؤية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد 2035، فاختياره جاء في الوقت المناسب لدعم ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.
كما لا يفوتني الإشادة بعدد من الكفاءات الذين تم اختيارهم في الحكومة، منهم وزير النفط والكهرباء والماء بخيت الرشيدي، وهذا يعتبر أيضا اختيارا موفقا نظرا لما تحتويه السيرة الذاتية من إنجازات لهذا الوزير في مجال تخصصه.
كنا نتمنى من سمو رئيس مجلس الوزراء المحافظة على وزراء في الحكومة السابقة، لأنهم خلال فترة بسيطة وضعوا بصمات كبيرة في وزاراتهم ووجدوا قبولا كبيرا من الشعب الكويتي.
البداية مع وزير الصحة السابق د.جمال الحربي، الذي أصلح الخراب الذي تعاني منه الوزارة طوال الأعوام الماضية، أوقف حنفية العلاج السياحي، أقر الرسوم على الخدمات الصحية على الوافدين، ساهم في القضاء على طوابير الانتظار في أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية، جدد الدماء في العديد من الوظائف بالوزارة رغم محاربة البعض له وحرمانه من تعيين وكيل له ووكلاء مساعدين خلال الفترة الماضية، ورغم ذلك كانت إنجازاته واضحة وأعاد الثقة في الخدمات الصحية، وكان قريبا من المواطن، كما قطع على نواب الأمة الفضل في إيصالهم الى أصحاب القرار بالوزارة بفتحه ديوانية خاصة بشكاوى واستفسارات المواطنين، كل يوم سبت، والالتقاء بجميع القيادات، وحل المشاكل التي يعاني منها المواطنون بشكل فوري، إضافة الى قيامه بإلغاء بعض العقود التي عليها بعض الملاحظات التي تكبد الوزارة مبالغ طائلة، ورغم تلك الإنجازات تم استبعاده، رغم المطالبة الشعبية ببقائه دورة أخرى لإكمال ما تم إنجازه، لكن للأسف لا نعلم الأسباب الحقيقية وراء استبعاده.
أما د.فالح العزب وزير العدل السابق، فلا يختلف تماما عن د.الحربي، حيث ساهم في تطوير العمل، جدد الدماء في الجهات التي يشغلها، منح كل صاحب حق حقه من الموظفين، عمل وفق القانون وبمسطرة واحدة مع الجميع دون تمييز، اهتم باليتيم الكويتي من خلال استحداث خدمة أطلق عليها اسم «عيالنا»، وهي عبارة عن سيارة مجهزة بمنزلة مكتب خدمة متنقل يصل الى إقامة المشمولين برعاية الهيئة من القصّر والأرامل، فهو إنجاز يسجل له، كذلك ساهم في الإسراع بافتتاح أفرع لهيئة القصّر في مختلف المحافظات للتسهيل على القصر وذويهم، كما انه شخصيا لا توجد عليه أي مشاكل مع النواب ومرغوب شعبيا، ورغم ذلك تم استبعاده.
الأمر أيضا لا يختلف مع وزير الإسكان ياسر أبل، الذي ساهم في حل الأزمة الإسكانية من خلال إقرار العديد من المشاريع الإسكانية التي ساهمت في تقليص فترة الانتظار والجميع يشيد بإنجازاته.
هؤلاء الوزراء لم يخسروا شيئا بخروجهم من الحكومة بل كسبوا حب الناس وحبهم لوطنهم وهذا يغني عن كل شيء.
الشعب لن ينسى إنجازاتهم وبرهم بقسمهم وقربهم من أبناء الكويت وتواصلهم، والتاريخ سجل لهؤلاء الوزراء السابقين شعبية كبيرة غطت على شعبية نواب الأمة.
المطلوب الآن من سمو رئيس الحكومة، ومن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، إيجاد نسخة من أمثال هؤلاء الوزراء في حكومتهم الجديدة ودعوتهم للوزراء بفتح أبوابهم والاهتمام بقضايا الوطن والمواطن، والدفع بعجلة التنمية التي مازالت تسير بخطوات السلحفاة رغم المبالغ الكبيرة المرصودة لها، نريد من الحكومة أن تكون حكومة إنجاز يعود نفعها على الوطن والمواطن بالخير، لأن هناك قضايا مهمة بانتظار معالجتها، وهذا لن يأتي إلا بالتعاون البناء بين مجلسي الوزراء والأمة، لأن الكويت تستاهل أن تخدموها وتخدموا أبناءها بمواقعكم المكلفين بها وليس للتعالي عليهم.
[email protected]