من المضحكات المبكيات ما كان يحدث في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية في العصور الوسطى حيث كان الرهبان والقساوسة يبيعون على الناس دينهم بأبخس الأثمان من خلال أوراق تسمى بصكوك الغفران، حيث تعتبر ميثاقا رسميا لغفران ذنوبهم ما امتدت بهم الحياة وليس هذا فقط بل يختار ويضمن له مكانا خاصا في الجنة ـ بحسب زعمهم، وهذا والله من مهازل الدهر والضحك على الذقون، وهذا شبيه بالذي يحدث في شهر رمضان من البعض، إلا أنه عقد سنوي يتجدد كل سنة مع هذا الشهر، فما أن ينتهي الشهر حتى ينهي هذا الصنف من الناس إقبالهم على العبادة، وهذا أمر عجيب حقا فهذا الصنف من الناس هداهم الله وهدانا إلى سبل الرشاد ـ لا تراهم يصلون ولا يتعبدون إلا في هذا الشهر الكريم أما باقي الشهور فهم كالحيوان أو أضل، ولست أدري والله أكان أحد العشرة المبشرين بالجنة أم كان يعتقد أنه المقصود بالآية الكريمة (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر)، فإن كنت تعتقد أنك أحد الاثنين فإني أبشرك بأنك حتى لو كنت نبيا ـ ولن تكون، فلن تعفى من تكليف العبادة لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) فإن كنت من هذا الصنف أيها القارئ العزيز فاسمع نصيحة أخ مشفق عليك.. نعم إن شهر رمضان شهر فضيل عظيم الأجر واسع الرحمة، ففيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر، أي تكتب لك عبادة 83 سنة و3 شهور في الثواب لا في العبادة، وفيه الليالي العشر وما أدراك ما الليالي العشر، وفيه عتقاء من النار كل ليلة وقد تكون من عتقائه، لكن كل هذا لا يعني ترك العبادة والاكتفاء بما قدمته في هذا الشهر، فهذا مما لا يجوزه الدين وهو من فعل الحمقى والمغفلين، فهلم أخي للتوبة والإنابة لتكون لك الجنة والسعادة، واترك الكسل واستبدل به الجد والعمل وليكن شعارك في الحياة قوله تعالي (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).