حرية الرأي والتعبير من القضايا الشائكة والحساسة، إذ إن الحدود التي ترسمها الدول لهذه الحرية قد تتغير وفقا للظروف الأمنية والنسبة السكانية للأعراق والطوائف والديانات المختلفة الموجودة في الدولة، وقد تلعب الظروف الخارجة عن نطاق الدولة دورا في تغيير حدود الحريات، ولكن مضمون حرية الرأي والتعبير والإعلام في وقتنا الحاضر يتأثر بافتقاد البعض فن الحوار والطرح، وعدم احترام أدب الاختلاف واللجوء الدائم لشخصنة النقاشات، واستخدام الألفاظ والمفردات البذيئة والرديئة التي تتعدى على كرامة الآخرين.
نحن مع حرية الإعلام وحق النقد، لكن يجب أن يكون ذلك في حدود عدم التجاوز أو التجرؤ على حرية وحقوق الآخرين، لذلك فنحن لا نتفق مع ما طرحته قناة سكوب بإطلاق مفردات تمس وتسيء وتجرح شريحة من شرائح المجتمع باستذكار وقائع مجتزأة من التاريخ، كما لا نتفق مع ما حدث أيضا من تجمهر البعض عند مقر القناة.
وحتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث، علينا جميعا ان نتجنب النعرات والاسباب التي قد تدفعنا لمجرد التفكير في التطاول او التعدي على الكرامات.
فالجميع يؤمن بالقانون وهو الفاصل بين جميع شرائح مجمعتنا، وعلى كل متضرر وحتى لو كان تضرره جسيما أن يلجأ لساحة القضاء الشامخ والنزيه لاسترجاع حقه بعيدا عن التهور.
وعلينا جميعا أن نراعي ما يمس مصلحة الكويت، ونبتعد عن إثارة الفتن أو شق النسيج الاجتماعي.
بعد الفاصل: خلال زيارتي مؤخرا لمملكة البحرين ومع اقتراب موعد الانتخابات النيابية والبلدية في المملكة، لاحظت أمرا غريبا وهو دعوة المقيمين الخليجيين للمشاركة في الانتخابات البلدية، سألت أحد أصدقائي البحرينيين المهتمين بهذا الشأن عن هذا الأمر الغريب وهو منح المقيم الخليجي حق المشاركة في الانتخابات، فكان جوابه أن حاجة المقيم الخليجي لعضو في مجلس البلدية تماثل حاجة المواطن إليه، فالمصلحة مشتركة بين الطرفين والهدف هو الحفاظ على بلدية المملكة، نتمنى لمملكة البحرين الشقيقة المزيد من التقدم والتطور تحت قيادة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله، ووفقكم الله.
[email protected]