خالد جمال السويفان
نستقبل هذه الأيام ضيفا عزيزا لا يأتي إلينا في العام إلا مرة واحدة، يزورنا فنكون له أشد حبا، ضيف تخفق بحبه القلوب، وتشرئب إليه الأعناق، وتتطلع الأعين لرؤية هلاله، هذا الضيف الكريم المبارك يعرفه المؤمنون حقا لأنهم هم أنفسهم الذين يؤدونه حقه، ويقدرونه قدره فيكرمون وفادته صدقا وعدلا، وإن الله رفع قدر هذا الضيف أيضا في القرآن الكريم.
لا شك أنك عرفت عزيزي القارئ من هو هذا الضيف الكريم، إنه شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات، إن هذا الشهر الكريم يعتبر من أفضل الشهور وأجملها في عالمنا الاسلامي حيث تكون له طقوس معينة وأكثر روحانية عن الأشهر الأخرى، حيث يكون الفرد قريبا من خالقه عز وجل فيقرأ القرآن الكريم ويكثر من الطاعات والعبادات، ومن ناحية أخرى يكون قريبا من عائلته ويصل أرحامه ويغفر لمن أساء في حقه سواء كان شخصا بعيدا أو قريبا لأنه شهر الطاعة والغفران. فما أجمل هذا الشهر الكريم الذي يقرب البعيد ويزيل الكره والحقد من قلوب البشر جميعا، فهل الجميع مستعدون للقاء هذا الشهر الفضيل؟ وهل سيمضي عليكم كباقي الأشهر من غير أن تتركوا فيه بصمة تنفعكم يوم السؤال؟
الأسئلة متعددة ولكن يبقى الجواب واحدا، فمن منا لا يريد أن يستغل كل دقيقة فيما يرضي الله عز وجل؟
فيجب علينا أداء فرائضنا في وقتها والإكثار من السنن التي تكون حلقة وصل وخشوع بيننا وبين خالقنا عز وجل، ودوام التصدق على الفقراء والمساكين حتى لو لم يكن لديك المال الكافي أو الطعام لكي تتصدق به عليهم فإن لديك الابتسامة، فابتسم في وجه أخيك المسلم لأن الابتسامة صدقة وتعتبر مدخلا للحب والعطف في قلوب البشر.
وليس الصوم الامتناع عن الأكل والشرب فقط بل يجب علينا أن نغض أبصارنا عما لا يرضي الله كالمشاهد السيئة والبذيئة التي تلهي الإنسان عن ربه وتجعله يبحر في المعاصي والمنكرات، وعلينا أن نزن الكلمة قبل أن ننطقها والابتعاد عن النميمة والكذب. هل سألنا أنفسنا لماذا نرى الساعة في طاعة الله طويلة بينما نراها قصيرة في مشاهدة التلفاز أو التسوق؟ أسأل الله العزيز القدير أن نكون ممن يتركون بصمتهم التي تضيء لهم دروبهم يوم يقوم الحساب. ولنتذكر مقولة أن اليوم عمل بلا حساب، وغدا حساب بلا عمل، فأغتنم يوم عملك ليوم حسابك.
مبارك عليكم الشهر.. وعساكم من عواده و«حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه».
[email protected]