في 20 مايو 2014، في واشنطن ـ نيوجيرسي نشرت إدارة الإطفاء شريط فيديو على موقع يوتيوب مشاركة في «تحدي المياه الباردة» مع خراطيم المياه، عوقب إثرها كل الأعضاء المشاركين لاستخدام معدات إدارة الإطفاء من دون إذن، فبدلا من الإيجابية المرجوة من المشاركة في تجربة التحدي انعكست سلبا على أصحابها!
وتحدي «ice bucket challenge» شاركت فيه مجموعة من المشاهير والفنانين الأجانب للتسويق لحملة ترويجية تهدف لنشر التوعية بمرض التصلب الجانبي الضموري، أو كما يختصر «als» «amyotrophic lateral sclerosis».
ومن توجه له دعوة لخوض التحدي باسمه ولا يقبل الاشتراك فيه، يتبرع بالحد الأدنى وهو مائة دولار لجمعية الأمراض العصبية الحركية.
تندرج حملات الترويج التطوعية تحت خدمة المجتمع بمختلف جوانب الحياة: الصحية، المالية، الدينية، العائلية، إلى آخره، مثل التنبيه لشيوع مرض يحتاج لتوعية الجمهور به، جمع تبرعات لحملات ذات نفع عام، دعم أبحاث علمية للاستقرار المالي للأسرة تنعكس على المجتمع، والأمثلة كثيرة.
ونحن العرب أيضا لدينا من أدلى بـ «دلوه» في حملة «الطشت» قلدها بعض شبابنا والمشاهير كالعادة في التبعية والتقليد «يعني كوول وفهمانين ومتعاطفين مع قضايا العالم وألافرانكا»، مع أن فكرة «حملة التعرض للمياه الباردة» ليست جديدة، فقد سبقتها حملات تحدٍّ مشابهة بأن يلقي الشخص نفسه في ماء بارد أو إن رفض يتبرع لجمعيات تدعم أبحاث وأمصال علاج السرطان.
شخصيا، لا أرى في الفكرة مواصفات مفيدة فعلا لدعم فاعل للمرض أو العلاج أو أبحاثه، سوى شد الانتباه بفعل صادِم، وهذا ما أعطاها الزخم، أما النتائج المالية فليست بحجم الحملة الدعائية.
المقلدون من أنحاء العالم هدروا موردا مهما وهو الماء، وأضروا، أو عرضوا لاحتمال ضرر، مورداً أهم هو الإنسان، فقد تحدث أحد أطباء القلب في شأن هذا التحدي بأن الجسم قد لا يتحمل صدمة برودة الماء والثلج، وقد يتسبب ذلك في أزمة قلبية للشخص.
تخيلوا، فقد يموت هذا «الكتكوت المعضِّل» الراغب عبر دخوله التحدي في دخول التاريخ فيخرج من الدنيا!
وقد يكون لا يعلم ما الحكاية، وهو مجرد طامح الى الشهرة عبر ظهوره في وسم التحدي وانتشار تصوير «يوتيوب» الخاص به، وبدلاً من أن تتحقق أحلامه، يبيت ليلته مبلولاً يرجف كطير ملتصق الريش، إما في سرير مستشفى تعلو جسمه أسلاك من كل جانب، أو لا قدر الله في قبر لم يخطر على باله أنه سيكون من سكانه بسبب «دلو»!
الأزمة الحقيقية القاتلة ليست القلبية، بل القيَمية عند جيل مستعد لأن يشمر عن نفسه، ويركض مع الراكضين، فقط لأنه سمع هاتفاً يدعوه للتحدي فلبّى صائحاً «الطِشت قاللي»!
@kholoudalkhames