منذ أن بدأ اليهود بتدنيس أرضنا المباركة، وهم ينشطون في البروباجندا والإعلام السياسي ظاهراً، ويعملون في الخفاء، بتقيّـتهم وغدرهم المعهودين، بتأسيس جمعيات «دينية» لكن باطنها تهويد القدس.
منذ ثلاثة عقود اتضحت نتائج تلك الجمعيات وهي مدعومة من المجتمع المدني الصهيوني.
نريد التوقف عند فكرة الصهيونية قليلاً: البعض من المسلمين والعرب والتنويريين، يعتدي على النص القرآني الذي أكد أوصاف وأحوال اليهود في الدنيا ومآلاتهم وأنه لا سلام بيننا ولا أمان لهم عندنا ولا معاهدات عقدوها إلا نقضوها، وكان أولى لو كانوا سيلتزمون بالعهود أن يحفظوا عهدهم للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، لذلك يجب علينا كمسلمين أن نتعامل مع اليهود ودولتهم المزعومة الغاصبة إسرائيل كعدو دائم حتى النصر وطرده من مقدساتنا وأرض العرب ونكون على ذلك المسار والنية والعمل حتى قيام الساعة.
إن من يبرئ بعض اليهود من «الصهيونية» غافل عن حقيقة عقيدتهم، الغدر والتقية، أولئك لا أيْمان لهم لأنهم كاذبون، ولا صدق لهم لأنهم بوجهين ولسانين.
وقد نفصل في الفكرة السابقة في مقال لاحق.
أما هنا فإننا نريد أن نتساءل ونقول لأمة الإسلام: من لميراثنا في بيت المقدس؟!
السؤال ليس للإجابة، بالتأكيد نحن المسلمين له، فمقدساتنا ليست أضرحة وقبورا وبناءات، مقدساتنا مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى وصفه الله جلّ جلاله بـ «الذي باركنا حوله»، فكل ما قال ربنا تعالى واجب علينا أن نتبعه، لا انتقاء في الدين، ولا تمييع في العقيدة، ولا وسطية تهلهل الفقه الإسلامي وتحيله إلى «حليب منزوع الدسم» إن صح التشبيه، شكله حليب وطعمه ماء!
اليهود بعد أن اغتصبوا فلسطين، بدأ مشروعهم العام لاحتلال أرض العرب، فقط فلسطين احتلوها بوضع اليد، وبقية أرض العرب احتلوها بأيدي حلفائهم عبر سياسات الإقامة والمواطنة في أميركا وغيرها، لكن «اللوبي اليهودي» ناشط لليهودية وليس للدولة التي يحمل جنسيتها والوطن.
جمعيات التهويد بلغت ما يفوق المائة منذ ثلاثين عاماً بالتقريب، أما نحن العرب فأين مؤسسات المجتمع المدني المختصة بالدفاع عن إسلامية القدس؟!
في تركيا، وتحديداً في اسطنبول عاصمة آخر خلافة إسلامية،وفي يناير العام 2008 تأسست جمعية لحماية التراث العثماني في بيت المقدس تحت مسمى «ميراثنا»، وهي جمعية خيرية تعنى بالاهتمام بالتراث الحضاري والإسلامي والعثماني في القدس وما جاورها وتقديم كل الأعمال والخدمات التي تسهم في الحفاظ عليه، سواء بالترميم أو التوثيق أو الرعاية.
والحفاظ على ميراث الإسلام ليس كالحفاظ على تراث شعبي، بل هو تطبيق لإيمان وعقيدة لا تقبل المساومة، مثلما «الحرمين الشريفين» يجب أم نولي «الأقصى» الاهتمام العقدي، لذلك جمعية ميراثنا تأسست لتنافس مائة جمعية يهودية تنشط لتهويد القدس ولديها كل التسهيلات والدعم من اللوبي الصهيوني في العالم، كذلك وجب علينا أن ندعم أي جهود مضادة لصمود المرابطين المقدسيين وتثبيتهم ضد مشروع التهجير الذي يوازيه التوطين لليهود والسير في خطط التهويد حتى يحققوا زعمهم بهدم «الأقصى» وبناء الهيكل.
ولكي نعلم كيف ندعم المشاريع المضادة للتهويد، سنتابع ذلك في المقال المقبل بإذن الله.
twitter@kholoudalkhames