كل عام مع إعلان رؤية هلال رمضان تبدأ «الوعود الرمضانية» إن قلنا ان كل شيء في رمضان يوصف باسمه، فهي كذلك، أعني الوعود، لا قيمة حقيقية لها سوى أنها رمضانية، وكأننا نتحدث عن أطعمة أو ملابس أو طقوس فولكلورية.
أقول ان أغلبنا يخلف تلك الوعود، أو يقطعها على نفسه لأنه اعتاد في كل رمضان أن يفعل، أن يكرر ما تبرمج عليه: سأصلي النوافل وأختم القرآن كذا مرة وأقرأ التفسير لأتدبر كلام الله وأصل الأرحام وأتصدق على الفقراء وأخرج زكاة مالي، وووو... ثم ماذا؟ ينتهي رمضان قبل أن يشرع في تنفيذ تلك القائمة، وإن فعل فهو لا يحسن، وإن بدأ في بند لم يكمله، وهو يعلم أن المؤمن مطالب بإتقان عمله، يعجب أن الشهر رحل يظنه سينتظره بعد أن يغطي المجاملات و«المواجيب والدواوين» والاستقبالات حتى يتفرغ للعبادات والطاعات التي وعد بها.
المعني بالمقال أنا قبل أن يكون أنتم، أكلم نفسي وأوبخها بصوت مرتفع معكم، فنحن كلنا في حاجة الى أن نكون مرايا لبعضنا البعض، أليس المؤمن مرآة أخيه؟ فكم منا تغبر مرآته فيحتاج من يمسحها ويعيننا على الرؤية ببصيرة لا بصر زائغ.
لماذا أكتب عن الوعود الرمضانية؟ لأن العهد كان مسؤولا، استوقفتني الآية جدا، كيف أكرر كل رمضان أنني سأفعل وأفعل، ثم أتقاعس عن كثير من تلك العهود، قلقت أن أكون ممن يؤمن ببعض الكتاب (القرآن) ويكفر ببعض، معاذ الله، الأمر عظيم، فأنت تقطع الوعد لله، تعاهد ربك، أنخجل من أن نخلف وعد البشر ونستسهل عهد الله؟!
بدأ خير الشهور وبدأنا الوعود، كالعادة، ولكن يجب أن نفي بها، نلزم أنفسنا بتنفيذها، بالعمل بجدية وجهاد، والأخذ بكامل الأسباب، لنكون ليلة العيد على الأقل ممن صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
وأنا أول من سيلتزم بالعهد وسأتعامل مع هذا الشهر بما يليق بمن منحنا إياه وصفد لنا الشياطين لنتذوق لذة الحياة بلا منغصات الوسوسة، فماذا عنكم؟
kholoudalkhames@