تجد من يتخذ المواقف في مواجهة الحكومة، ويكتب المقالات ويسطر الآراء في نقدها، وقد يتخصص في انتقاد وزارة معينة.. ويدور الزمن فيتم تعيينه وزيرا للوزارة التي انتقدها.. ويظل في الحكومة من دون أن يحقق أي إنجاز فترة من الزمن.. ويظل يحوم بدائرة التضامن الحكومي من دون أن تسمع له صوتا، ثم يخرج من الحكومة ويبدأ شيئا فشيئا بالنقد وكشف بعض الأسرار، ويقسو على من كانوا زملاءه في الحكومة، ويطل عبر الفضائيات والحوارات بذات أسطوانة النقد.. ثم فجأة يعود للحكومة، ويدخل في دائرة الصمت، ويغمض عينيه عن كل التجاوزات التي كان ينتقدها.. ويظل هكذا صامتا منسجما مع هذا التضامن حتى يأتي يوم الخروج الكبير.. وحين يخرج.. بكل برود وجه يعود ليكتب ويقول وينتقد!
هذا طبيعي إلى حد ما، أما غير الطبيعي، فهو كيف يستطيع صاحبنا هذا مواجهة الناس بكل تلك المتغيرات وإقناعهم، وكيف يمكن بعد كل ذلك أن يتم تصديقه؟!
صدق أو لا تصدق.. انها الكويت بحالتها السياسية الفريدة.. ودمتم سالمين.
[email protected]
madikhamees@