ماضي الهاجري
الاعتراف بالخطأ جميل ونكرانه وصمة عار في وجه من ينكره، ونحن في الكويت أخطاؤنا كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومن مقالة «بس في الكويت» للزميل موسى أبوطفرة أجد أن بلدنا يحتاج إلى بلد، ومعنى بلد يحتاج إلى بلد، أي أن يأتي شعب واع يحترم تراب وطنه ويقوم بعمله بإخلاص، وأكررها بإخلاص، وأن يراعي الله تعالى في وطنه.
فحين أذهب إلى إحدى وزارات الدولة أرى المراجعين طوابير، والسبب عدم وجود موظفين أو انشغال الموظفين بالمسجات أو المكالمات الخاصة أثناء الدوام الرسمي وليس لهذا الحد فقط بل أن احد المراجعين يتجاوز طابور الانتظار وتنجز معاملته وهو جالس يشرب فنجان قهوة فرنسية باعتبار انه من المراجعين الذين يمتلكون ڤيتامين (و).
وحين اذهب إلى احد المستشفيات وأدخل على الدكتور يسألني: ماذا بك يا بني فأجاوبه فيصرف لي مسكن الألم «بنادول» دون إجراء أي فحص لي مما يتسبب بتفاقم مشكلتي الصحية، وحين اذهب إلى مدرسة أبنائي للسؤال عنهم يجيبني المدرس بأنهم ممتازون ويستوعبون ومن أشطر الطلاب وهم عكس ذلك، وحين اذهب إلى «البورصة» أرى الناس تزود بالمعلومات الخاطئة وتلحق الضرر بأناس آخرين لما فيه مصالحهم الخاصة، وحين اذهب إلى مجلس الأمة أرى نوابا يقدمون مقترحات تعجيزية تضر بميزانية الدولة، وأيضا للتكسب السياسي، وتأتي هذه المقترحات في زاوية الضحك على الذقون وهم لا يعرفون أن غالبــــــية الشعب بدأوا يســتوعبون ويعرفون المزايدات الســـياسية.
وحين اذهب إلى زيارة الدواوين أجد الكل يتحدث عن سرقات المال العام وعن زيادة الأسعار وعن كيفية الحصول على مناقصة أو مكسب مالي أو دخل إضافي كي يستطيع أن يتعايش مع الحياة المعيشية التي أصبحت صعبة في زمن كزمننا هذا.
ولو أخذت اكتب عن أخطائنا لاحتجت 5 صحف تنشر ولن تكفي لنشر القصور الموجود فينا، لذا فأنا لا ألام حين أقول أننا شعب بحاجة إلى شعب أو بلد بحاجة إلى بلد كي نتعلم ونأخذ منه الخصال الحسنة التي افتقدناها في زماننا هذا، وحين أقول أن الاعتراف بالخطأ جميل ونكرانه وصمة عار لن يلومني أحد على هذا أيضا.
وهذه المشكلة لا يستطيع مجلس الأمة حلها ولا الحكومة ولا أي جهة إنما حلها بسيط جدا وبيد من يقرأ مقالتي هذه، وذلك بان يراعي ربه وان يعبد الله تعالى ليس بالصلاة فقط وإنما باحترام الآخرين والإخلاص بالعمل والابتعاد عن الواسطة والرشوة، وللعلم تعتبر الواسطة رشوة وهذا تفسيرها الوحيد، انما من يسعى لنصرة المظلوم فنحن معه، فيما يسعى لنصرة قريبه على حساب آخرين فهذا هو الظالم، والحل عندك أيها القارئ، يجب أن تبتعد عن هذه الفئة وان تعمل بضمير يحب الكويت والكويتيين، ويراعي الله تعالى ويخلص في عبادته.
زبدة الكلام
نحن بلد يحتاج إلى بلد، وشعب يحتاج إلى شعب، والى انتفاضة حقيقة تزيل كل الأخطاء عنّا، وتعيد الحقوق لأهلها والقانون لهيبته، وأن يراعي كل منا احترام الآخرين.