ماضي الهاجري
ذات ليلة أخذت قلمي وأوراقي وأردت الكتابة عن احوال بلدي، فلما استذكرت آبائي وأجدادي تحسرت على ما اراه اليوم من شبابنا الذين اصبحوا اتكاليين لا يجيدون سوى لغة الاعتماد على الغير وحب النقاش في الماضي وتصدير الاشاعات والتفكير في تكوين الثروة، فلم أستطع الكتابة وأخذت أستذكر صناع التاريخ والرجال الذين لهم دور كبير في بناء الكويت، فارتبكت يداي وعجز قلمي عن وصفهم او الكتابة عنهم خشية ان أظلم أحدا منهم او الا أوفيه حقه بالكتابة فقررت الكتابة عن سوء الاحوال المعيشية التي يتعرض لها الفرد في حياته اليومية وما هي مسبباتها؟ هل نحن ام الحكومة ام غزو خارجي السبب في هذا، باعتقادي ان السبب يعود الينا وليس للحكومة يد في ذلك ولا الغزو الخارجي له صلة بالموضوع، فالمواطن البسيط لا يرتاح الا حين يركب سيارة آخر موديل ويمتلك هاتفا نقالا جديدا ورقما ذهبيا ويسافر بالصيف ويسكن الفنادق الفاخرة ويتحمل كل تلك الأعباء والتكاليف، وحين تسأله عن أحواله المادية تراه يتذمر ويشتكي ويقول ان الحكومة لا تزيد رواتبنا وكل شيء اصبح سعره عاليا، هذا هو المواطن البسيط الذي يعتمد على راتبه، فلك ان تتخيل المواطن الذي ليس له راتب محدد، فما هي احواله؟
فالشعب الكويتي بأكمله غني جدا «اللهم لا حسد» انما هي عادة سيئة اعتاد عليها وهي التذمر، وهذه ايضا احد الاسباب التي تعتبر من خصائص الجيل الجديد، الجيل الاتكالي الذي يعتمد على غيره لكسب قوته اليومي.
ونحن بهذا لا نقر بأن الشعب الكويتي لا يوجد به فقراء او محتاجون، ولكن بيت الزكاة والرجال المحسنين جعلوا من هؤلاء أغنى اغنياء الفقراء بالعالم، وعساني الا أظلم أحدا في اسطري هذه، وان كان كلامي غير صحيح فأرجو تزويدي بما هو صحيح، لأنني لم أر الا هذا، خصوصا بعد زيارتي لبيت الزكاة ومعرفتي برجال خيرين ومحسنين.
ان المطلوب من الشعب، وبالأخص من الشباب الكويتي، ان يعتمد على نفسه وألا يكابر وان يستذكر تاريخ آبائه وأجداده، كيف بنوا الكويت وكيف تحملوا الشقاء كي يعيش الشباب هذه الرفاهية التي يعيشونها الآن.
ولنتخيل انه لا يوجد نفط عندنا، ماذا كان سيصنع الشباب اليوم؟ وهل يستطيعون ان يعملوا كما عمل الآباء والأجداد في البحر وفي صناعة السفن وغيرها من الهن الشاقة التي عملوا فيها؟! أنا أؤكد انهم لا يستطيعون ذلك، ولكن لنحمد الله تعالى على هذه النعم وواجبنا ان نصونها وألا نهدرها او نبخل بها على المحتاج.
بما انني ازور الدواوين سمعت فكرة من احد الرواد تقول: لماذا لا يتعاون افراد الشعب ويتم استقطاع 20 دينارا من راتب كل موظف لمدة سنة لكي تكون لهم وديعة في البنوك ويستفيدون منها هم وأجيالهم، بصراحة تفكير سليم، خصوصا ان الـ 20 دينارا المستقطعة من رواتب الموظفين والمتقاعدين لمدة سنة ستصل الى مليارات الدنانير وهذا الرقم ليس بسيطا، وأتمنى ان يبادر النواب او الحكومة الى تلك الفكرة كي يبدأ العمل الجاد وعدم الاعتماد على النفط فقط.
زبدة كلامي
المستقبل كلمة جميلة ولكنها بحاجة الى العمل الجاد وبذل الجهود في كل المجالات ليكون المستقبل مشرقا.