ماضي الهاجري
نتميز ككويتيين بكثرة الكلام وكثرة الشكاوى من الأوضاع ومن الحياة الروتينية اليومية، وبالأخص من الحياة البرلمانية والعلاقة بين السلطتين بجميع حالاتها منذ بداية نشأتها.
ولو نملك الشجاعة لعالجنا هذا الأمر دون الحاجة لمعالجة من قبل اعضاء السلطتين، فنحن من نخطئ بحق أنفسنا، ونحن الذين نجلب الهم لأنفسنا باعتبار اننا أصحاب هاتين السلطتين، فنحن من نختار سلطتنا التشريعية وعلى أساسها تتشكل السلطة التنفيذية، اذا كنا نختار من بين المرشحين من نظنه يصلح، واذا لبس بشته ودخل قاعة عبدالله السالم وخذل من وثقوا به فهذه هي مشكلتنا، وان كنا أوصلنا الرجل الصالح الذي يتقي ربه في البلاد ويحافظ على مقدرات الشعب ويسعى لأن يكون على قدر المسؤولية ويقدم ما يخدم الوطن والمواطنين فهذا هو مرادنا، ولكن مع الاسف لم نفلح ككويتيين في اختيار نوابنا فجميعهم ينتمون لحزب وكتلة وأهداف وغايات معينة، ولا ينتمون لحزب واحد اسمه الكويت وهدفه الكويت وغايته تطوير الكويت واسعاد الكويتيين.
كما اننا ايضا نستطيع ان نجعل الكويت من خيرة البلدان في العالم لو وفقنا في اختيار من يمثلنا ومن يكون همه الكويت وليس كتلة بعينها أو حزبا أو غيرهما من المسميات الطارئة والدخيلة على مجتمعنا، الا يتقي النواب والحكومة الله في بلدهم ومواطنيهم، فماذا قدموا لهم منذ بداية المجلس الحالي، الاجابة بكل بساطة لا شيء.
نعم لم يقدموا شيئا سوى الازمات والكوارث السياسية المتعمدة، فلغة التهديد والوعيد سادت الجلسات وتصدرت عناوين الصحف اليومية، والمشكلة ايضا انه للاسف هناك رضا كبير على تلك التصريحات حتي بدأنا نشك في ان مطلقي هذه التصريحات أخذوا من الحكومة الضوء الأخضر كي يصرحوا بتصريحات تسقط حكومات ان لم يتماشوا مع التوجهات النيابية، وبالفعل تتماشى الحكومة مع تلك التصريحات التي اصبحت حديث الدواوين.
اليوم وقد حصل ما حصل بات علينا كمواطنين وليس كنواب او اعضاء للحكومة ان نعمل على ابعاد من هو غير جدير بالثقة للوصول الى البرلمان الذي يعد منبرنا الذي ننافس عليه العالم بما يتمتع به من ديموقراطية أساء لها البعض للاسف من خلال ممارساته التعسفية وتقديم المصالح الخاصة على المصالح العامة التي تهم الكويت والكويتيين.
زبدة الكلام:
حسبي الله ونعم الوكيل