ماضي الهاجري
ما ينفع الصوت، صحيح هذا الامر ففي الامس كنا كلنا كمواطنين نتحسر حينما نرى دولا سبقتنا في شتى المجالات بينما كنا نسبقهم ونعطيهم ونعلمهم ونتبرع لهم قبل سنوات واليوم اصبحنا اقل منهم بكثير، بل انهم استغنوا عن النفط بينما نحن زاد اعتمادنا عليه.
والسؤال من هو المسؤول عن ذلك هل هو مجلس الأمة أم الحكومة أم المواطنون انفسهم؟! اقولها لكم وبكل شجاعة الجميع مشترك في تخلفنا عن تلك الدول فمجلس الامة بدلا من ان يشرع القوانين التي تهم البلد والمواطنين اصبح صيادا ماهرا لأخطاء الوزراء وان لم تكن هناك اخطاء عليهم اصبحوا يهددون باستخدام ذلك الحق الدستوري الذي أساء البعض استخدامه من حيث لا يعلم واصبح همهم الاول والاخير هو التكسب الانتخابي وارتفاع الصوت في قاعة عبدالله السالم.
واذا أتينا للحكومة فهي ايضا شريك جيد لما نحن فيه اليوم فمنذ متى والحكومة لم تبن مستشفى ومنذ متى الحكومة لم تقم بالمشاريع الاقتصادية ومنذ متى والحكومة عاجزة تماما عن بناء المشاريع الكبرى بشكل معماري متميز والى متى ستبقى الحكومة بهذا الشكل عاجزة ضعيفة لا تقوى على صد صرخة نائب؟!
ومشكلة الحكومة ايضا ان وزراءها لا يثقون ببعض والمثال انه بعد ان استجوب وزير وخرج باستقالة من الحكومة ظهر وصرح بأن وراء استجوابه وزراء! هذه هي منهجية الحكومة التي تعجز عن اصدار المشاريع الحيوية التي تجعل الكويت مركزا ماليا واقتصاديا يرجع على البلاد بالنفع العام.
الحكومة شاطرة جدا بمساعدة الشعوب الاخرى لتعزيز نهضة بلادهم، لكن حين تأتي لشعبها وأرضها تعجز وتقف متفرجة لا تستطيع ان تعمل شيئا هذه هي حكومتنا للأسف.
اما الجانب الذي يتعلق بالشعب فهو اكبر من اعضاء السلطتين فأين دور المثابرة والتحدي والاصرار لدى الكويتيين هل افتقد في زمننا الآن، وأين احترام القانون والاعتماد على النفس؟ لكني اذا رجعت للحقيقة فإنني اكتشف امرا خطيرا فالحكومة أرادت للشعب الكويتي ان يكون هكذا من خلال جعله شعبا اتكاليا يعتمد على الغير في انهاء شؤونه ومصالحه، وجعلته شعبا يغرق في ديونه وجعلته شعبا يحب الكلام ويبرز الشائعات، وعلى سبيل المثال كم شائعة سمعناها عن زيادة الرواتب بينما تأتي الحكومة في النهاية لتقر 120 دينارا فقط زيادة للموظف الكويتي! «بس شنقول غير لا فات الفوت ما ينفع الصوت».
زبدة الكلام
كلنا مخطئون.