ماضي الهاجري
المجاملات والابتسامة للغير على حساب أنفسنا قد تضرنا وتسعد غيرنا وتجعله يتميز علينا على حساب أنفسنا وقد يحسبنا البعض ممن نجاملهم بأننا مغفلون أو أناس لا نفقه شيئا أو أناس من السهل ان تضحك عليهم بكلمتين.
اليوم وقد تبين لنا ما تبين وعرفنا من الأمر الكثير مما وجب علينا ان نعرفه على المرء ألا يجامل وألا يقدم الكثير لأشخاص يعتقدون انهم أذكياء ولا يوجد غيرهم يتمتع بنعمة العقل التي وهبها الله تعالى للبشرية وميز الإنسان بها عن سائر المخلوقات، نعم نعيش عصر المجاملات والابتسامات والاصطناعات الواهية غير المجدية مما يجعلنا فريسة سهلة للغير وهذا ليس ضعفا فينا بل الخصال الطيبة التي تعيش بداخلنا مما يجبرنا على ان نضع سوء النية في عقولنا ودائما ما نحسن النية مع الآخرين، إلا أن البعض من الآخرين غير كفؤ ان ترافقه أو تصادقه أو تقف بجانبه.
ونحن في الكويت عشنا تجارب كثيرة جاملنا فيها العديد من الدول لكن ما النتيجة احتلال صدامي وقفت بجانبه دول كنا نعتقد ونراهن على صداقتها وكان كل ذلك وهما حتى صدمنا بالواقع، واليوم نعيش نفس التجربة نجامل دولا وجيران نحسن النية معهم ووقفنا بجانبهم ودعمناهم بالمال وغير المال من مواقف مشرفة إلا أننا نكتشف شيئا فشيئا اننا نخسر ولعل أبسط ما نخسره هو مواطنونا الذين بدأوا ينتقدون تلك المواقف والمساعدات لتلك الشعوب بينما هم في نسيان مستمر.
ولعلنا نعيب زماننا والعيب ليس في زماننا بل في أنفسنا لأننا لا نتعظ من الماضي ولا نأخذ بنصائح من سبقونا في التجارب المريرة التي عاشوها ونعيشها نحن الآن، ولعل مقالتي هذه لا تنطبق على سياسة الدولة تجاه جيرانها بل تنطبق على حياتنا الخاصة مع الأصدقاء وغيرهم من المقربين لديك إذ بالإمكان ان يصبحوا مثل سياسة تلك الدول ونكران الجميل فأعرف شخصا عزيزا علي سرد علي قصته مع شخص وثق به وقدم له الكثير من المساعدات على حساب نفسه ووقته وبيته وأطفاله على حساب وظيفته، إلا أن هذا الشخص العزيز صدم وسيصدم مما سيراه من صديقه الذي يعتقد انه صديقه بسبب ان صديقه يعتقد انه أصبح يملك هذا الشخص وان ولاءه مطلقا له مما جعل هذا الشخص يعتقد انه يضحك على الآخرين ويتذاكى على أناس أذكياء، ولم يعرف ان من الحكمة والذكاء ان يمثل الإنسان نفسه أحيانا غبي حتى يعرف ما هي نفوس الآخرين ومن الغباء ان المرء يتذاكى على أناس أذكياء.
زبدة الكلام:
من الذكاء ان تسوي أحيانا نفسك غبي ومن الغباء انك تتذاكى على أناس أذكياء.