نحن في الكويت نساعد غالبية الشعوب في العالم نبني لهم المدارس والجامعات ونزودهم بالمال لتتسلح تلك الشعوب بالعلم، فكيف نعمل هذا كله ويصفنا العالم بالمركز الإنساني بينما هناك بعض القرارات غير المدروسة بحرمان اطفال «البدون» من الدراسة والتسلح بسلاح العلم وهم من مواليد هذه الارض الطيبة، ولعل آباءهم من مواليد هذه الارض وبعضهم اجدادهم ايضا من مواليد هذه الارض، أفمن العقل ان نحرمهم من حق التعليم وحتى لو لم ينص عليه الدستور باعتبار اننا نساعد شعوب العالم ونتبرع لهم وملياراتنا ذهبت للمساعدات وهذا شيء نفتخر به؟ فلماذا لا نفتخر بأننا نعلم هؤلاء الاطفال الكتابة والقراءة؟ ولعل يخرج من بينهم من يضيف شيئا للكويت من العلم ويحرز تقدما في مستويات عالية.
والله إنني لا أزايد في مثل هذا الأمر ولا احتاج من اخواني البدون الفزعة في امر ما، ولكنني دفعتني انسانيتي ان اقول قول الحق ولو كان بيدي القرار لاتخذته من اليوم بأحقية التعليم لهم خصوصا انهم من مواليد دولتنا الحبيبة ومنهم من هو ابن شهيد او اسير، فآباؤهم دافعوا عن تراب الكويت في محنة الغزو العراقي الغاشم.
لنضع انفسنا ولو ليوم واحد ونعيش ما يعيشه البدون من معاناة وقلة وظائف وحرمان ابنائهم من التعليم والعلاج فوالله ان النفس لا تطيق هذا الامر بل ان الانسانية لا يمكن ان تتقبل هذا الامر، هناك متبرعون رجال خير يفرحون بان يتكفلوا بدفع المصاريف لتعليم من يحتاج والبعض الآخر يناشد الطلبة ان يسافر ويتعلم بأفضل الجامعات على حساب رجال الخير فكيف ونحن دولة غنية نساعد العالم وشعوبها بمختلف المجالات لا نفرح بان دولتنا لا تبخل على ابناء البدون وتعلمهم وتعالجهم في مستشفياتها؟
نأمل من وزير التربية والتعليم العالي د.بدر العيسى معالجة هذا الملف والسماح للأطفال البدون بالدراسة فلا ذنب لهم ولا لآبائهم وكلنا امل في اتخاذ قرار صائب يرسم البسمة على وجه هذا الطفل بدلا من ان يرسم البؤس والتعاسة على وجوه الاطفال ليتعلموا منهجا دراسيا بدلا من ان يتعلموا امورا لا تخدمهم ولا تخدم الارض التي يعيشون عليها.
زبدة الكلام: لا تحرموهم من التعليم فلا ذنب لهم.
[email protected]
madhialhajri@