الكل يطالب بالإصلاح، والإصلاح الحقيقي هو تحسين وضع أو تعديل ما هو خطأ، ولو تأملنا قليلا في بعض السلوكيات التي يمارسها البعض من المسؤولين لعرفنا أننا بالفعل نحتاج إلى إصلاح وتعديل الوضع السيئ، وحينما يدعو البعض للإصلاح فهذه ليست مزايدة أو شعارات انتخابية مثلما يستخدمها البعض وكان أول من استخدم شعار الإصلاح بشكل جاد هو حركة كريستوفر في آواخر عام 1700 حينما سعت للإصلاح البرلماني، ونحن اليوم بالفعل بحاجة إلى ذات الإصلاح البرلماني وإصلاح حقيقي في الحكومة، فلا يمكن أن يتواجد الإصلاح وهاتان المؤسستان تفقده كونهما من أهم السلطات في البلاد.
الإصلاح يعد ضرورة لتحسين مستوى المعيشة ويتم غالبا بدعم من مؤسسات الدولة ويتم الإصلاح في عدة محاور منها الاقتصادية والسياسية وهذا نفتقده في بلادنا لأننا بصريح العبارة لا يوجد لدينا إصلاح، بل هناك هدر وعبث في المال العام والاعتماد الكلي على مصدر دخل وحيد وهو النفط والسلطة أصبحت مشغولة في قاعة عبدالله السالم لتوقيع معاملات النواب، والبعض من النواب ابتعد عن التشريع والرقابة وأصبح زائرا جيدا في وزارات الدولة لتوقيع المعاملات فأي إصلاح حقيقي تريدونه في الكويت؟!
أيضا العتب لا يقع على أعضاء السلطتين بل علينا نحن المواطنين، فنحن أيضا لا نختلف عن أعضاء السلطتين ومشكلتنا في أنفسنا حينما تسمح لنا الفرصة باختيار من يمثلنا نتسارع لنمنح ثقتنا لأشخاص نتندم عليهم بمجرد جلوسهم على الكرسي الأخضر فلا بد أن يكون هناك إصلاح أيضا من قبلنا كي لا نضيّع بلادنا كما هي الحال الآن أصبحنا نتحسر على الماضي ونتخوف من المستقبل ونعيش حاضرا يرعبنا مع إشراقة كل صباح.
في السابق كنا نقول: لنترك الوضع السيئ للسيئين ولكن اليوم علينا أن نصلح السيئين ونحاسبهم ولا نتركهم يعبثون في بلادنا فقد أصبح الوضع لا يطاق حتى وصل الحال بالمواطنين الى الغثيان كلما سمعوا تصريحات بعض «المسؤولين» عن المواطنين.
زبدة الكلام: إن لم نحــافظ على بلادنا ونحــميها من عــبث العابثين الفاسدين فنحـــن لا نستحقها.
[email protected]
madhialhajri@