لا شك أن السيد ناصر الخرافي يعد واحدا من أكثر رجال الأعمال حنكة وتفهما للاقتصاد ومعرفة بمداخله ومخارجه، وحين ينتقد هذا الرجل السوق لاعتماده على صفقة شركة واحدة فهو على حق.
لذا أستغرب أن يحارب هذا الرجل من قبل البعض رغم أن الخرافي يحرص على المصلحة العامة، حيث أدخل الغالبية وبالأخص صغار المستثمرين في صفقة «زين» التي أصبحت شماعة يعلق عليها صناع السوق وبعض مديري المحافظ الحكومية تقصيرهم حين يهبط مؤشر السوق.
نعرف ونتفهم أن السوق بحاجة إلى سيولة كي ينتعش ويرجع إلى سابق عهده، وهذا ما يسعى إليه ناصر الخرافي من خلال صفقة «زين»، والأغرب من ذلك أنه على ما يبدو يوجد من لا يريد للسوق أن ينتعش بسبب مصلحة خاصة وهذا ما يحز في النفس ويدفعنا للضيق والضجر مما يحصل من الطامعين والحاسدين، حتى حين تكون المصلحة عامة تشمل العموم وبالأخص الصغار منهم.
إذا أصبح سوقنا يعتمد على شركة واحدة وعلى تداعيات صفقتها فأنا أضم صوتي للسيد الخرافي الذي قالها بصراحة إن الخلل موجود بسبب الاعتماد على شركة واحدة، فكثير من الشركات في السوق عندها صفقات وتكثر الإشاعات عليها، فلماذا لا يتأثر السوق بها؟! وهنا نستغرب: أين دور المحافظ الحكومية ولماذا لا يتم المحافظة على السوق عبر دعم الشركات والاستثمار بها لا المضاربة على أسهمها؟! والغريب أيضا أن المحافظ وهيئة الاستثمار أصبح حالها وحال المضارب على الأسهم واحدا فهي أصبحت اكبر مضارب في السوق.
أستاذنا الكبير فؤاد الهاشم وجه في احد مقالاته عدة أسئلة إلى محافظ البنك المركزي وحتى الآن لم يجب عن سؤال واحد مع أن أسئلة الهاشم كانت في محلها، وهذه هي الأسئلة الحقيقية التي يجب أن تطرح من قبل النواب لكن يبدو لي أنه لا يوجد اقتصادي في المجلس يفهم طبيعة الأسئلة!
وأتمنى من كل قلبي ألا يلتفت رجل الاقتصاد الأول ناصر الخرافي للوراء كما عودنا بتفاؤله الدائم وأن يتجاهل الطامعين الحاسدين ويقفز للأمام كما عهدناه.
زبدة الكلام:
الاستثمار في الكويت أصبح ضرورة يا هيئة الاستثمار بدلا من الخارج للحفاظ على اقتصادنا.
[email protected]