ماضي الهاجري
زيادة الرواتب باتت ضـرورية لما يعانيـه المواطن من صـعوبة في تحـمل الحيـاة المعـيشـية اثر غـلاء أسعـار السلع الاستهلاكـية والمواد الغذائيـة وإهمال الجهات الرسمية لمراقبة التجار الذين تملكهم الجشع وأصبحوا لا يفكرون سـوى بزيادة أموالهم حتى ولو كانت على حساب الشعب الذي لا حول له ولا قوة.
إن المقتـرح الذي قدمـه النائب د. وليد الطبطـبائي طالب فيـه بزيادة الرواتب للجميع وليس لفـئة دون الأخرى، وإنهاء اللجنة المالية بأن جعلت المستفيد من زيادة الـ 50 ديـنارا هم من تـقـل رواتبـــهم عــــن 750 دينارا، يعـتـبر أمـرا مخـالفـا للدسـتور حـسب المادتين 7 و29 اللـتين تؤكـدان أن العــدل والمسـاواة يجب مراعاتهما في أي قانون، وما انتهت إليه اللجنة المالية عكس ذلك، إذ لن يستفيد من الزيادة سوى فئة قليلة، والنساء لن يستفدن أيضا باعتبار أن المستفيد هو رب الأسرة ومن راتبه أقل من 750 دينارا.
ولنفـرض ان راتب مـواطن 700 دينار ومـتـزوج وليس له أبناء بهذه الحالة سـيحصل على الزيادة، ونفـتـرض ان مـواطنا آخـر مـتـزوجـا وله 4 أبناء وراتبـه 750 دينارا أيضا فلن يأخـذ الزيادة، ولكن هل همـا متـساويان؟ هل من له 4 أبناء يسـاوي من ليس لديه أبنـاء؟ هذا السـؤال يجب أن يجـيب عنه أعضاء اللجنة المالية وليس كلهم لأن بعضهم رفض التـــقــرير النـهــائي وطـالب بأن تكـون الزيادة للجمــيع.
ولكن أبشـركم يا من تنظرون إلى مـقتـرح زيادة الرواتب أن الغالبية النيابية مع زيــادة الرواتــب 50 دينارا، ومع إقرارها لجميع فـئات الشعب بحكم قـربي من الإخـوان والنـواب وأعـرف أن بعـضـهم سيستعجل مناقشة التقرير الذي انتهت منه اللجنة في أوائل أبريل المقـبل على أن يناقـشوه ويصـوتوا على المقـتـرح، كمـا أن زيادة الرواتب على العـلاوة الاجتماعية 50 دينارا على أن تحسب ضمن التقاعد، وهــــذا هو المـطلوب ويجب أن يعـمل النواب على إقراره لما يعـانيـه الشـعـــب مـن ضعــــف بين برواتبهم الــــتي لا تكفيهم 5 أيام من الشـهر، وأنا أؤكـد أن رواتب الكـويتـيين يذهب ثلاثة أرباعها أقـساطا والربع الأخـير يأخـذه البنك من المقتـرض نتـيجـة ارتفاع الفـائدة على الدينار الكويتي، وقـد أصبحت الفـائدة قنبلة موقوتة ستفـجر الشعب في يوم من الأيام من كثـر الألم الذي يحسـون به جراء ضعف الرواتب التي أرقـتهم كثـيرا، خصوصـا بعد قيام «حـماية المستهلك» بوضع رقـابة صارمة على التجار الذين يرفعون الأسعار.
إن النواب هم من سيدفعون باتجاه زيادة الرواتب وهم على حق، إذ أنهم لا يمثلون أنفـسهم بل الشـعب الذي يطالبـهم بهذا، وأقـولها بكل صـراحة لإخواننا النواب سـيـروا ونحن من ورائكـم ندعـمكم في الحق ونؤيد خطاكم بإحساسكم بآلام الشعب التي أصبحت واضحة وضوح الشمس.