ماضي الهاجري
ان المراقب السياسي يدرك جيدا خطورة تقديم المصالح الشخصية على المصالح العليا للبلاد، وبات يعرف مدى خطورة مجلس الامة في حال تعمد اهمال مطالب الشعب في القضايا الشعبية مثل الصحة والتعليم والبطالة ونهضة البلاد اقتصاديا، حيث اخذت الخلافات الشخصية والصراعات بين الكتل طريقا لكسب اصوات الشارع الكويتي، ونخشى ان يحل مجلس الامة قريبا نتيجة هذه الصراعات وعدم اتفاق الآراء وتبني المقترحات المستحيلة مثل اسقاط القروض!
ليس المطلوب عدم التعصب للرأي الواحد فقط، بل ان البلاد بحاجة الى اشخاص يفكرون في مصلحتها ومصلحة الشعب ويشرعون القوانين التي تخدم البلاد والعباد بدلا من السعي لخلق الازمات والهرولة وراء التمسك بالرأي الواحد وعدم الاخذ بآراء الآخرين.
ان التعنت والاصرار على الرأي الواحد ليسا من مصلحة البلاد وخصوصا في الوقت الراهن والمخاطر تحيط بالبلاد من احتمال قيام الحرب الايرانية ـ الاميركية، والاحداث التي تجري في العراق وغيرها من المخاطر، التي تحيط بالكويت من كل جانب.. أما آن الأوان للسادة الاعضاء ان يجعلوا هذه الامور نصب اعينهم وان يطلبوا جلسة خاصة لمناقشة هذه الاحداث وموقف الاحتياطات الحكومية في حال نشوب الحرب وما هي الاستعدادات الكويتية لها؟
المجلس الحالي اتى بعد حل السابق وكان عليه تدارك اخطاء السابقين الذين تمسكوا بالرأي الواحد ولم يرضوا بالديموقراطية ونتيجة الاصوات بل وصلوا الى مخاطبة الشارع، وهذا الامر في غاية الخطورة حين ينتقل الحديث لخارج قاعة عبدالله السالم.
واذا كان المجلس الحالي يصر على الاسباب نفسها ويصر على التمسك بالرأي دون قبول الرأي الآخر فهذه مصيبة كبيرة يجب اقتلاعها وتجنب التأزيم ولاشك في ان الشــــعب يعرف جيدا من هو عنصر التــــأزيم داخل مجلس الامة ومن الذي يسعى الى ان تكون العلاقة دائما متوترة بين السلطتين.
ان سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد قدم حكومة جديدة متجانسة تحظى بكفاءات عالية ارضت جميع أطياف الشعب، والمطلوب منها ان تثبت حسن اختيار سموه لأعضائها من خلال تقديم الافضل ومراعاة العدل والمساواة بين المواطنين والقيام بعملية الاصلاح التي ينشدها ابناء الوطن، والابتعاد عن خلق الازمات بين النواب شرط عدم الرضوخ للاصوات المرتفعة في المجلس لتمرير ما لا يريده الشعب. ويبقى من الواضح ان العلاقة بين السلطتين تحتاج الى نمو علاقة اخوية اساسها حب الكويت والشعب.. لا للمصالح الشخصية نعم لمصلحة الوطن والمـواطن.
زبدة الكلام، نريد نحن الكويتيين، ان نحس باننا نستفيد من مجلسنا، مجلس الامة، وان تعم الاستفادة على الوطن كله من خلال تنميته اقتصاديا وايجاد الحلول للقضايا المزمنة التي اصبحت حبيسة الادراج لاكثر من 40 عاما.