الإنسان الصالح هو الأب الصالح هو الإنسان المستقيم الذي يحافظ على النظام والنظافة، ويتنبه إلى سلوكياته الخارجية التي تنعكس فورا على شخصه وبيئته وتربيته.
والمحافظة على كل شيء في بلد انعم الله عليه بنعمه مسؤولية يقع كاهلها على الجميع. فالسلوك الجيد هو عنوان التقدم والحضارة.
مقولة ينطلق منها الغرب ليهذب بها الذات وينقي النفس فيسمو ليعترف للغير بالحق في الوجود من الإنسان الى الحيوان الى النبات، فالأمم تتطور وتتقدم بقدر ما يتحلى أبناؤها به من الأخلاق الحميدة والقيم الرفيعة، وإنني لأخجل من نفسي عندما ارى الحدائق الخلابة في مجتمعات زينت بواباتها مقولة احمد شوقي:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
بينما لا ننفك عن إهدار افضل القيم التي يتحلى بها المسلم.
بالأمس قررت برفقة العائلة والأصحاب زيارة إحدى الحدائق العامة التي أنفقت عليها الدولة المال الوفير، حديقة جميلة في بلد بأمس الحاجة إلى المنظر الخلاب.
فجعت بمنظر تقشعر له الأبدان «الأوراق والفحم والفضلات».
غريب امرك يا انسان.
فانت تعطي صورة واضحة على نظافتك من لبسك وكلامك وجلوسك. لماذا لا تنفك عن ازعاج الآخرين وتشكر الدولة التي وفرت لك هذا المكان الجميل للجلوس والتأمل عبر رمي النفايات والأوراق وتركها في الحديقة متجاوزا كل القيم والأخلاق لماذا لا ترمي الفضلات في سلة المهملات التي وفرت لك الدولة مكانا لها في كل زاوية، لماذا لا تخالف الدولة كل شخص يرمي الفضلات في الحدائق العامة وذلك اسوة بمخالفات السير وكما هو معمول به في فرنسا او في اي دولة متحضرة؟
أرجوكم، اقتربوا من كل شخص يرمي الأوراق أو الفضلات في الحدائق واطلبوا منه أن يضعها في جيبه أو محفظته أو سيارته لأن الله يحب النظافة ويكره الإنسان الذي لا يراعي حرمة الطبيعة، فقد قال تعالى: (وثيابك فطهر) صدق الله العظيم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة..» وهل هنالك أصدق وأوضح من هذا الحديث الذي يعلمنا أن الله تعالى طيب في صفاته وأقواله وأفعاله، وان الإنسان صورة لمظهره وسلوكه وأفعاله فالله تعالى يحب من عباده أن يطيعوه بالطيبات من الأقوال والأفعال، فيحب للمؤمن أن يتصدر بصفاته الحسنة سلوكيات الغير.
ويعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله نظيف يحب المؤمن النظيف في جسمه وقلبه وثيابه وبيته ومسجده وبلده.
فعلينا أن نعمل بهذا الحديث فنضع بقايا الطعام والفضلات والأوراق والمخلفات في سلة المهملات، علينا ان نعمل بجد على المحافظة على الثروات الطبيعية لأن الدولة تنفق أموالا طائلة لننعم بها وبجمالها.
فإذا وجدنا حجرا أو زجاجا او ورقا في الحديقة علينا أن نساهم في إزالته حتى لا نؤذي مشاعر الموجودين واذا وجدنا شخصا لا يراعي حرمة الطبيعة لا بجلوسه ولا بكلامه ولا بموضعه يجب التكلم معه لأنه بذلك يسيء الى الدين الذي ننتمي اليه والدولة التي تحتضننا والأرض التي نقف عليها، يسيء الى نفسه واولاده والبلد الذي ينتمي اليه.
سواء علم بذلك او لم يعلم.
لا تكتب على جدران الحديقة اي تعابير مسيئة للغير لأنها تدل على شخصيتك، إذا يجب على كل شخص منا ان يبادر الى المحافظة على نظافة بيئته، والمحافظة على الحدائق العامة التي تعطي الانسان والدولة أو الأرض التي نعيش عليها صورة جميلة.
فالنظافة من الإيمان والله يحب النظافة فهل وصلت الفكرة ام لا؟ اذا وصلت فنحن من الشاكرين واذا لم تصل فالطبع يغلب التطبع.
فإلى الغرامات والعقوبات.
لان من لا يفهم بلغة الطبيعة فاعتقد انه ربما بالغرامة سيفهم ويغلب عندها تطبعه على طبعه.
[email protected]