بعد فك ارتباط الدولار بالذهب عام 1791، وما نتج عنه من مخاطر، استطاع رئيس الولايات المتحدة الأميركية نيكسون بمفهومه الشمولي في اقناع جلالة الملك السعودي بعقد اتفاقيه لربط النفط العالمي بعملة واحدة هي الدولار، ذلك أنه أدرك أن النفط فقط هو الذي يحفظ ماء وجه الدولار في الأسواق العالمية. كان لهذا الاتفاق اثره البالغ على الاقتصاد الاميركي لأنه يحمل دلالات بالغة الاهمية، بحيث اصبح ركيزة الثقة العالمية بالعملة الخضراء. وبحسب رأي د.دانييل ملحم ان دراسات الشركة تركزت على اسباب النجاح لهذا المفهوم ويعمل على طرح اشكالية تتعلق بتبدل نظرية النجاح بعد استغناء الاميركان بشكل كلي عن النفط العربي، والكارثة الكبرى بعد استخراج النفط الصيني والأسترالي. وعند مقاطعته، كان متيقنا من النتائج لأنه وبحسب قوله من المستحيل ان ترصد مبالغ ضخمة للتنقيب الا اذا كانت هنالك دراسات معدة مسبقا، كما افاد بأنه ما يقلقنا ان هذه الدراسات وجدت منذ سنوات عديدة، فلماذا لم تخرج الى العلن حتى اصبحت امرا واقعا، هذا التطور الكبير أرخى بظلاله على الجانبين الاقتصادي والمالي، وبدأت مرحلة جديدة بمحددات جديدة فيما يتعلق بالترويج لعملة عديمة القيمة التي أصبح معيار إصدارها هو حاجة التعاملات العالمية لها دون أن يكون لهذه الورقة غطاء من الذهب في البنك المركزي الأميركي كحال بقية العملات المختلفة وفق الأصل في إصدار النقود الذي تعارفت عليه النظم الاقتصادية منذ نشأت النقود كوسيلة للوفاء والإبراء والتبادل وتحديد القيمة. ولكن بعد الهبوط المتواصل في قيمه الدولار، وظهور عملات جديده ذات وزن على الساحة النقدية الدولية، فتح النقاش داخل منظمه الدول المصدرة للنفط (اوپيك) لإعادة تسعير برميل النفط بسلة عملات بديلة. هذه النقاشات غالبا ما كانت تشوبها ضوابط نظرا لوجود مشكله تتعلق بعدم قدرة هذه العملات البديلة على تأمين السيولة الكافية لمواجهة الطلب المتزايد على الطاقة.
كانت المشكلة الحقيقية تكمن في ربط التسعير في عمله واحدة. واليوم ظهر الخطر الداهم المتمثل بالاكتشافات النفطية في ظل غياب تام لأي خطط بديلة سوى خطة واحدة نعتمد عليها والحمد لله اترك امور الغد للغد. فلنفترض، ان احدى الدول يبيع النفط بالدولار، وفي المقابل يستورد حاجاته من خارج الولايات المتحدة، ويملك احتياطيا كبيرا من الدولار، فإن اي انخفاض في قيمة الدولار نتيجته الحتمية هي خسائر في القدرة الشرائية لهذه الدولة. لأن الاستيراد من خارج الولايات المتحدة يصبح اكثر تكلفة وسعر النفط يصبح اقل ايضا، ناهيك عن التضخم المستورد. هذا بالاضافة الى ان الدولار اصبح عمله حاده التقلبات ويسودها عدم الاتزان نظرا لعدم وجود بديل لها في الفترة الراهنة. فالتأرجح في سعر العملة الخضراء يؤدي حتما الى تقلب وعدم اليقين في عوائد النفط، وكذالك الحال لتكاليف الاستيراد.