مثلما فضل الله الأيام بعضها على بعض فضل الشهور بعضها على بعض، ولهذا يعتبر شهر رمضان من أفضل الشهور التي فضلها الله للمسلم لأنه الشهر الذي انزل فيه القرآن، وهو شهر العبادة، وإذا كنا مازلنا في بهجة العشر الأوائل من الشهر الكريم فعلينا أن نستثمر بقية أيام هذا الشهر في العمل الصالح وعلى النخب السياسية في البلد أن تنتهز الشهر المبارك في إشاعة أجواء الصفاء والمحبة بين البشر.
وعلى أعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية أن يجندوا أنفسهم من أجل حل مشاكل المواطنين وليكن شهر رمضان هو البداية للعمل على فك كرب الكثير من أبناء الشعب الذين يعانون من الدخل المحدود لأن الله عز وجل لن يسامح من يتوانى في عرقلة مصالح الأفراد، ونسأل الله عز وجل أن تعمل السلطتان على استقطاب الأموال الكويتية الهاربة التي توظف في الخارج.
وعندما نذكر فضائل الشهر المبارك وأجواءه الروحانية لا يكون هدفنا أن تعمل السلطتان التنفيذية والتشريعية في الشهر الكريم فقط، بل نحن نؤكد على ضرورة أن يكون هذا الشهر هو بداية الانطلاق إلى العمل، ويجب في هذا المقام محاسبة أي موظف كبر أو صغر يتراخى في أداء عمله بحجة الصيام لأن هناك حقيقة يتناساها الكثيرون وهي أن العمل في الصيام يضاعف حسنات المسلم الصائم، لذا يجب ألا يتقاعس أحد عن أداء عمله، ويجب كذلك محاسبة المسؤول الكبير قبل الصغير لأن الموظف الصغير عندما يرى بنفسه أن مسؤوله قدوة له في العمل فهو هنا سوف يقتدي به.
وعلى وسائل الإعلام في هذا الشهر المبارك أن تحفز الناس على العمل لأنه بالعلم والعمل ترقى الأمم ونأمل من الحكومة ان تثبت قدرتها على التفاني في العمل حتى يقتنع المواطن بأدائها كما يجب على نواب مجلس الأمة ان يضربوا المثل في العمل وحل مشاكل المواطنين سواء في هذا الشهر أو بقية الشهور الأخرى حتى يكونوا قدوة لمن أوصلوهم للجلوس تحت قبة البرلمان.