تشكيل 6 حكومات ـ ونحن بانتظار السابعة ـ منذ تولي سمو الشيخ ناصر المحمد رئاسة الوزراء، تخللها استجوابات لسموه أعقبها حل مجالس نيابية أو استقالات حكومات، كل ذلك نذير خطر ومنعطف سياسي كبير وسط غليان إقليمي هو الأكبر من نوعه في سنوات حكومات الشيخ ناصر.
عرف سمو الشيخ ناصر بطيبة قلبه وكريم الخلق والطباع، بيد أن العمل السياسي يبدو أنه لا يتجه نحو ذلك، بل على العكس تماما، فالطيبة لها مكانها ومقامها، كما أن الهيبة المفروضة أيضا لها زمانها.. وزمان الحكومة السابعة ـ في أقل من 6 سنوات ـ بتحدٍّ مع معطيات ومتطلبات المرحلة المقبلة جدير به أن يتحول ببوصلته نحو فرض هيبة القانون وعدم الترضيات للكتل والأحزاب والتجار على حساب الوطن والمواطن.
وبعد لغة الخطاب الإيراني وطرد ديبلوماسيين كويتيين من طهران وتدخل إيران في الشأن الخليجي الداخلي، يجب إعادة النظر في هذا كله، فتقطع العلاقات الخاصة مع تجار يمولون الإرهاب الإيراني ويهددون أمن المنطقة، وتنأى بنفسها عن أبواق ايران وإلا صارت الحصون مهددة من الداخل كما هو واقع الحال وكما قيل: «حلاة الثوب رقعته منه وفيه»، و«ما يحك ظهيرك إلا ظفيرك».
المطالبة بتخلي سمو الشيخ ناصر عن طيبته الكبيرة طلب على غير عادة الشرفاء فإنه إرث كابر عن كابر، ولكن المأمول هو: الجمع بين الهيبة والطيبة.
وليعلم سمو الرئيس أن إرضاء الجميع ضرب من المحال.
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضا عيانا
صلوا على رسول الهدى.
[email protected]