لست حكوميا ولا مع النهج المؤجج لبعض النواب، ومن قبل الديموقراطية فعليه بقبول نتائجها وإفرازاتها، زيادة هرمون الحرية هي التي حدت ببعض الإخوة الأعضاء للخروج إلى الشارع وحشد الشباب، هذا مع قوة المساءلة التي يملكونها وتم توجيهها للرئيس فكيف الحال لو لم يكن هناك صوت لهم في البرلمان؟
أعتقد أيها الشباب أن «صوتكم وصل» من خلال الأعضاء، والصراخ المحتدم في مجلس الأمة يكفي ولا داعي للتجمهر حتى مع وجود القانون المبيح للتجمع، لأنه إذا لم يتم تغيير رئيس الوزراء مع وجود 23 صوتا لطلب عدم التعاون بما يقرب من نصف سكان أهل الكويت في القيود الانتخابية فلا أظن أن أصوات الشارع القليلة ستجدي نفعا وإذا كان هذا الرقم لم «يفكك براغي الحكومة» فلا ترخيها أعداد خروج الشباب للإرادة ولا حتى للصفاة.
هنا يجب تغليب منطق العقل والمصلحة، وترك تلكم التسميات للجمع والتي باتت إسقاطات سياسية خارجية «جمعة غضب وجمعة رحيل وجمعة زفير وجمعة لطم وجمعة زهقة وملل... الخ» وبعدين؟
معاشر الفضلاء، لا نريد فوضى سياسية ندفع ثمنها في المستقبل، اتقوا الله في الكويت فهي تستحق منا الكثير، خروجكم وهتافاتكم محلها معلوم لديكم وثقتنا بكم كبيرة في إيصال تطلعاتنا وآمال الشعب وإرادة التنمية والإصلاح في ظل الرقابة والمساءلة المنوطة بكم.
واسألوا المولى جميعا السلامة والعافية لصاحب السمو الأمير، وادعوا بالأمن والرخاء للكويت.
ومن لم يصانع في أمور كثيرة
يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه
يهدّم ومن لا يظلم الناس يظلم
ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم
وكائنْ ترى من صامت لك معجب
زيادته أو نقصه في التكلم
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده
وإن الفتى بعد السفاهة يحلم
صلوا على رسول الهدى