ليست المشكلة في تطبيق قانون منع الاختلاط، إنما المشكلة في نظرة الحكومة المستقبلية والتي أثبتت فشلها الذريع في أبجديات المرحلة المقبلة لمتطلبات دولة التنمية ففقدت بذلك قدرتها على حل الأزمات المتلاحقة لسبب وآخر.
وعلى عادة المتصيدين بالمياه العكرة، الجماعة وتحديدا بتوع الصفقات الأخيرة مع الحكومة المقدسة أثاروا زوبعة لمحاولة الضغط على الحكومة بإصدار قانون ضرورة لإلغاء القانون، خاصة أنهما (الحكومة وهذه المجموعة) صارا سمنا على عسل، ومن ثم تكلمت أسيل من منطلق حرصها على العملية التعليمية وحسها الوطني المرهف.. مش كده برضه؟
لا نشكك بأخلاق الطلبة والطالبات ولكن لا من ديننا ولا أخلاق أهل الكويت ولاعاداتهم أن يجتمع الجنسان حتى في اجتماعات الأسرة الواحدة، الصالة للحريم والديوانية للرجال، كيف إذا كانا في سن عنفوان الشباب وفي مكان واحد؟
في الاختلاط تتكسر الحواجز بين الجنسين بسبب طول الاجتماع فلربما يرى الرجل زميلته أكثر من زوجته أو العكس فينتج عن ذلك ارتفاع الكلفة وزيادة الألفة ويحصل التقارب بالقلوب والنفوس واستحسان المحادثة والتلذذ بالجلوس وتبادل النكات كل ذلك بحجة الزمالة والله تعالى يقول (ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض)، وقال (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن)، فالخضوع بالقول وصوت الخلخال داعيان للزنا وأنهما طريقان إليه فجاء تحريمهما سدا للذريعة.
وكل صاحب غيرة يرفض جلوس ابنته أو أخته بجانب الرجال ثم لنحترم رغبة الأغلبية. وإذا كان الله قد حرم على المرأة أن تخضع بالقول ولو لمرة واحدة مع رجل لا تعرفه في سوق أو مكان عام، فكيف إذا كان بشكل يومي؟ بل وأشد من ذلك كالتبسم والتبسط في الحديث وطول المقابلة والجلوس.
وكذلك بالنسبة للتطيب والتعطر واليوم حدث عن ذلك ولا حرج بين بناتنا هداهن الرب، فالنبي صلى الله عليه وسلم يصف المرأة المتطيبة بالزانية، هكذا بكل وضوح.
وكذلك بالنسبة للنظر فكيف يغض أحدهما بصره عن الآخر وهما يجتمعان في مكان واحد طيلة الوقت وقد يمارسان عملا مشتركا كالطبيب مع زميلته والأستاذ مع طالباته أو الأستاذة مع طلابها في قاعة التدريس أو الطالب مع زميلته في قاعة المختبر، فكيف يمكن لهؤلاء أن يلتزموا بقول الله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)، وقوله تعالى (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن).
وقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله جرير بن عبدالله رضي الله عنه عن نظر الفجأة فقال «اصرف بصرك»، وقوله لعلي رضي الله عنه: «يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الثانية».. كيف يستطيع الطالب والطالبة غض البصر والحالة هذه؟
معاشر المثقفين، ليس التقدم بالاختلاط وانظروا إلى التجربة السعودية مع تقدمها في التعليم، وإلى ما تقوله هيليان ستانبري الصحافية الأميركية «أنصح أن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، امنعوا الاختلاط وقيدوا حرية الفتاة بل ارجعوا إلى عصر الحجاب فهذا خير لكم. فقد عانينا منه في أميركا الكثير.. وذكرت أنه هدد الأسرة وزلزل القيم». وهل يستوي هذا وشيم العرب الأولين؟
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي
حتى يواري جارتي مأواها
إني امرؤ سمح الخليقة ماجد
لا أتبع النفس اللجوج هواها
صلوا على رسول الهدى
[email protected]