منصور الهاجري
إلامَ الخلف بينكم إلاما
وهذه الضجة الكبرى علاما
المثل الكويتي يقول: «كلنا أولاد إقرَيّه كلى يعرف خيّه» أي كلنا كويتيون أبناء وطن واحد وإن اختلف سلوك بعض البشر عن البعض الآخر، وهذه طبيعة الإنسان على مر العصور والأزمان، والخلاف بين الأحباب لا يفسد للود قضية، وأعني بذلك ما حصل في الأسبوعين الماضيين من نقاش بين بعض أعضاء مجلس الأمة وبعض الوزراء في حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد، فالنقاش والاتهامات التي ضربت تحت الحزام كان يجب ألا تحدث بين أبناء الوطن، بل كان من المفروض ان يسود الهدوء بين أصحاب النقاش والطرح للمواضيع، أما الاتهامات الموجهة من النواب للوزراء، فكان بالإمكان تفاديها لو حسنت النية - النقاش الحاد لا ينفع وله مضاره الكبيرة في مسيرة التنمية بجميع نواحيها.
ما سمعناه وقرأناه لم تثبت صحته ولا نريد ان الشك يبطل اليقين.
واذا كان الموضوع عن الفساد الاداري والمالي فهو موجود ومنذ نشأة الديموقراطية الحديثة في البلاد مع الاستقلال ونحن كمواطنين نسمع عن الفساد المالي، الا ان الاسبقين لم يكن الطرح بينهم بتلك الحدة الموجودة حاليا بين نواب مجلس الأمة المحترمين في اتهام الوزراء.
وبعد استقالة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والعدل وبعد تدوير بعض الوزراء اشتد النقاش والحوار، كان من المفروض على نواب المجلسين الجلوس مع بعضهم البعض وطرح الموضوع للنقاش الهادئ المستنير، وليس على صفحات الصحف يقرأها القاصي والداني.
مع تدوير الوزير السابق بدر الحميضي من حقيبة المالية الى النفط كان يجب ان يكون الحل بهدوء وافساح المجال له لمناقشة محاور الاستجواب الذي قُدّم له.
حاليا لم نستفد من الاستجوابين اللذين قدما للوزيرين السابقين المعتوق والحميضي وكذلك النواب المحترمون لم يصلوا الى نتيجة للاستجواب.
كيف للمواطن ان يؤيد النواب المستجوبين وهو لم يسمع رد الوزيرين.
لنبتعد قليلا عن التشنجات السياسية والاتهامات دون إثبات، وهنا الإثبات بالاستماع الى نقاش الاستجواب الذي يقدم للوزير أي كان.
التاريخ سيسجل ما يدور على الساحة السياسية الكويتية، سواء كان لموقف النواب أو لموقف الوزراء أو على الجهتين.
نحن المواطنين نريد التنمية والتقدم والازدهار لأبناء الشعب لا انشغالهم وإلهائهم عن أعمالهم ومشاريعهم.
حبذا لو ان وزارة التربية تكوِّن لجنة من التربويين العاملين والمتقاعدين وندرس جميع الاستجوابات التي قدمت للوزراء وتستخلص منها مادة وطنية سياسية تضاف للمنهج المدرسي للمرحلة الثانوية، هذه الاستجوابات تاريخ ويجب الحفاظ عليها للأجيال القادمة.
يوم الخميس الماضي كان الاتهام موجها لوزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي والاتهام يمس ابنتها وابنها، لذا أدعو اخواني النواب الى ألا يزجوا بالأبناء في مشاكل الأمهات والآباء في بعض القضايا، يقال لا يُؤخذ الابن بجريرة والديه.
نورية الصبيح وزيرة وإنسانة ومواطنة كويتية عليها مسؤوليات جسام أمام وزارتين، لماذا يُزج بأبنائها في مواضيع العمل، فأولادها كويتيون لهم حقوق وعليهم واجبات، والمرحوم يوسف الصبيح كان له دور كبير في تاريخ الكويت، فاحترموا هذا التاريخ يرحمكم الله.