استذكر بعضا من ايام حولي تلك القرية مستوية الارض الخالية من المرتفعات والتي كانت برا تابعا لقرية النقرة حتى عام 1900.
سكنها في البداية مجموعة من المزارعين الذين انشأوا مزارع جديدة واستثمروا آبار المياه العذبة في الشرب وسقاية الحلال من جمال واغنام واهتموا بزراعة اشجار السدر والاثل.
واذكر وانا طفل صغير قصر المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ احمد الجابر الصباح امير دولة الكويت منذ 1921 والذي استمر فيه حتى يوم وفاته بتاريخ 29/1/1950، وكان هذا القصر خلف الدائري الرابع حاليا وايامها لم تكن هناك طرق معبدة.
وكانت لجدي مزرعة فيها ثلاث عيون ماء عذب لسقاية المزروعات والتي كان من اهمها القمح والشعير وبعض انواع الخضراوات وكان يحيط بها عدد من المزارع كمزرعة الرخيص، كما اتذكر السيارة التي اشتراها جدي لامي وكانت من نوع شفر حيث كنا نستقلها يومي الخميس والجمعة للذهاب الى حولي التي كانت اراضيها تتحول في الربيع الى بساط اخضر جميل تزينه زهور النوير الابيض والبنفسجي والاصفر، وكيف كان بعض الحمارة ينقلون المياه من الآبار على ظهور الحمير للاستفادة منها في سقاية المزروعات، فكانت اجمل الاوقات تلك التي نمضيها في ربوع قرية حولي تلك المنطقة المحببة والمقربة الى قلوب ونفوس جميع اهل الكويت لما تتمتع به من نقاء الهواء وصفاء الجو.
وحول تسمية حولي بهذا الاسم هناك روايتان الأولى تستند الى ان المزارعين تحولوا من مزارع النقرة الى ارض قرية حولي، والقول الثاني ان مزارعا اسمه مرزوق العازمي كانت له مزرعة في حولي ورزقه الله بولد فاسماه حولي بسب التحول من النقرة الى مزارع حولي التي كانت تتمتع بعذوبة ونقاء مياهها والتي يصف احد الشعراء ماء العيون والابار فيها بما يلي:
ماء الحولي مثله ما دار
من حسنه غير الافكارا
ماء زلال لذة للشاربين
تلقى هناك حبا وعليه مطارا
وعليه مطار اي كثرة الواردين وازدحامهم، وقد رد عليه شاعر آخر معارضا:
يا مادحا ماء الحولي مسرفا
هلا مدحت الشط والانهارا
وبعد سنوات من عمر مزارع حولي اخذت ابارها تنضب وتجف شيئا فشيئا وقد قال الشيخ يوسف بن عيسى القناعي وهو ينعى لاهل حولي تلك الآبار والعيون.
اهل الحولي عظم الله اجركم
اهل الحولي ماءكم قد بارا
ومن العائلات التي كانت تملك مزارع في حولي المرحوم خليل القطان والمرحوم عبدالله القطان، وكانت تسكن شرق حولي مجموعة من عائلات القناعات واذكر انهم في بداية الخمسينيات من القرن الماضي احضروا ماكينة كهرباء «جنيريتر» لبيوتهم واذكر جلبان ابن عيسى وكان عددها تقريبا عشر آبار، وفي سوق حولي الصغير كانت دكاكينه تبيع الشعير والجت والبريسم وبعض المواد الغذائية وكان هناك خباز نشتري الخبز من عنده مساء كل يوم، ولا أنسى سينما الاندلس وسينما حولي الصيفي وازدهارهما في بداية الستينيات، وكل ذلك اضحى جزءا من الماضي والذكريات بعد ان تحولت حولي الى عمارات سكنية واسواق تجارية.