جاءت القمة العربية السادسة والعشرون في وقت كانت تحتاج فيه الأمة إلى التوحد والتكامل والترابط أكثر من أي وقت مضى، فالملفات الشائكة والمعقدة كثيرة وخطيرة، وتستدعي هذه القمة لتكون هناك قرارات مصيرية تحفظ للشعوب العربية وحدتها، وتحمي مقدراتها، وتعيد مسارها إلى جادة الصواب.
المعاناة العربية بلغت ذروتها في اليمن وتواصل نزيف الدماء في سورية والعراق، بينما تئن ليبيا تحت وطأة الإرهاب وتقاتل العصابات، بينما المأساة في فلسطين تزداد إيلاما يوما بعد يوم، هذا بخلاف الكثير من الملفات التي لا تخفى على أصحاب البصيرة، لتأتي هذه القمة كي تلملم جراح شعوبنا وتضع خارطة الطريق لاستعادة الأمن والأمان وفرض سياسة مشتركة تضمن تحقيق العدالة وحماية الشرعية في ربوع دولنا العربية. لا شك أن الاتفاق على إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة حلم كبير سيواجه بحرب ضروس من أعدائنا في الداخل والخارج، لكننا نضع أيدينا بيد قادتنا متطلعين إلى الأمام برؤى طموحة وعزيمة كبيرة لإفساد خطط المتربصين والمتآمرين، ومن ثم السير بخطى سريعة نحو تنفيذ خطط التنمية الشاملة وتحقيق التكامل الاقتصادي والتجاري، وإنشاء السوق العربية المشتركة وصولا إلى ما يطمح إليه المواطن العربي من المحيط إلى الخليج.
كل الشكر والتقدير لجميع قادة الدول العربية على ما يبذلونه من جهود حثيثة لتحقيق الغايات المنشودة، ونهنئ مصر على عودتها للعب دورها المحوري عربياً وإقليمياً..
[email protected]
mosaadhosny@