الكل يعتقد أن لديه علاقة تفاؤل أو تشاؤم مع بعض الأرقام أو الأيام أو الألوان، ولكنها تختلف في القناعة من شخص لآخر، فالبعض تؤثر تلك الأرقام في حياته تأثيرا كبيرا لدرجة أنها تؤثر سلبا على حياته، والبعض الآخر يأخذها كدعابة لا أكثر ولا أقل!
البعض له عشق خاص في بعض الأيام فالكثير ـ على سبيل المثال ـ يحب يوم الخميس، ولو رجعنا إلى السبب الفعلي في ذلك، فهو ليس إلا مجرد بداية عطلة نهاية الأسبوع، مثلما كنا في السابق نعشق يوم الأربعاء قبل تغيير موعد إجازة نهاية الأسبوع، ومثلما كان بغضنا ليوم السبت كبداية للأسبوع، والآن أصبح الأحد... متناسين يوم الجمعة، وهو من الأيام المباركة، فالاختلافات في محبة الأيام متنوعة من شخص إلى آخر.
ولكن المشكلة الأساسية تكمن في الرقم (13)، والذي يسبب مشكلة لغالبية الدول الأوروبية، ونظرتهم التشاؤمية من هذا الرقم.
فالبعض لديه اعتقاد بأن لغة الأرقام أو أرقاما معينة تعني له شيئا في حياته. فالغرب بشكل عام لهم نظرة تشاؤمية في الرقم (13).. لذا لا يرغب بعضهم أن يرتبط هذا الرقم بأي شئ يخصهم، فهم يتجنبون أن يكون رقم منزلهم (13) أو رقم الغرفة في الفندق (13).. على العكس من المسلمين فقد ارتبط حبهم للرقم (13) لارتباطه بإعجاز جميل في القرآن الكريم، وحياتنا الإسلامية.
ففي أميركا والغرب يتشاءمون بشكل عام من الرقم (13) وخاصة إذا صادف يوم جمعة.. وقد ذكرت إحدى الصحف الأميركية في ثلاثينيات القرن الماضي أن المعدل اليومي للزواج في نيويورك وصل إلى (150) زيجة.. فيما لا يتخطى الـ (60) يوم الجمعة والخوف من مصادفة تاريخ (13) يوم الجمعة ليس اعتياديا بل هو مرض اسمه (الباراسكافيركاتويا فوبيا)، ويعاني منه في الولايات المتحدة وحدها ما يقارب الـ (21) مليون شخص وأن الأعراض التي تصيبهم في هذا اليوم تتراوح بين التوتر الخفيف والاضطراب أو الإحساس القوي بالتشاؤم والذعر. حيث وصل هذا المرض إلى أن البعض منهم لا يترك سريرة ولا يغادر منزله في هذا اليوم.
أما عن سبب التشاؤم من الرقم (13) فيختلف من دولة إلى أخرى، ففي روما القديمة كانت تجتمع الساحرات في مجموعات تضم (12) أما العضو (13) فهو الشيطان، والاسكندنافيون القدماء كانوا يعقدون حبل المشنقة (13) عقده، ويعتقد البعض أن حواء كانت قد أعطت آدم التفاحة ليأكلها يوم الجمعة، ويعتقدون أنه كان يوم جمعة (13) من الشهر.. بل ويعتقدون أيضا أن قابيل قتل أخاه هابيل في مثل هذا اليوم.
وفي القرن التاسع عشر كانت شركة لويدز للتأمين البحري في لندن ترفض التأمين على أية سفينة تبحر يوم جمعة موافق (13).. وحتى يومنا هذا لا تحرك البحرية الأميركية أي سفينة في هذا الموعد.
في العام 1970 انطلق المكوك الأميركي (أبولو) الساعة 3 و(13) دقيقة، وفي ثلث المسافة إلى القمر وقع انفجار في المركبة، وكان يوم (13) أبريل وفي بعض ناطحات السحاب والفنادق في ترقيم طبقاتها وأحيانا يستبدل الرقم (13) بالرقم (a12).
هذه جميعها اعتقادات وتشاؤم لا يرتبط بالواقع، ولا يمت له بأي صلة. وفي ديننا الإسلامي فقد منعنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من التطير (التشاؤم).
وآخر الكلام أن الأرقام والأيام والألوان لكل منا معتقد ما بأي منها حسب موقف معيين مر به ـ سواء تفاءل أو تشاءم ـ ويتعامل معها نفسيا.. وأنا شخصيا أحب يوم الجمعة على عكس معتقد الغرب. فيوم الجمعة يوم مبارك وله مكانته لنا كمسلمين.. أما الأرقام فأنا أحب الرقم (29) وليس لسبب ما.. ولكن لشكله فقط!
[email protected]