عندما بدأت ثورة اللوتس المصرية أدركت أنني قد فقدت مواصلة دراستي الجامعية في القاهرة وقلت في نفسي ستتحول مصر الى العراق رقم 2، وقد كنت معبأ بخيبة الأمل والمشاعر السلبية التي استمدت تواجدها بداخلي من الشارع المصري الذي دخل صراع العناد بين الشعب والرئيس أما جيش مصر بقيادته الحكيمة وقف على الحياد حتى نهاية الأزمة لقد عاش الشعب المصري آلام وجراح هذه الثورة وأثبت للعالم أجمع أنه شعب يستحق الاحترام والتقدير من جميع شعوب العالم المتحضرة والمتخلفة منها انها مصر انها القاهرة قاهرة الغزاة والرؤساء ولمسؤوليهم الفاسدين بعد ان ظنوا بالخطأ أنه لن يقدر عليهم أحد لكن ارادة الله فوق الجميع، وها أنا الآن أكتب هذا المقال من القاهرة التي تعد من أهم رموز الاعتزاز العربي والاسلامي في الشرق الأوسط، وها أنا أتجول في شوارعها وأسواقها وجامعاتها بكل حرية واطمئنان فلا وجود للبلطجية أو البلطجة كما ورد في اللهجة اليمنية ولا وجود لاي مظهر من مظاهر الاخلال بالأمن فالكل يذهب الى عمله والكل يقضي أعماله دون أي شيء يعكر صفوه أو حتى صفو الشارع المصري.
أما هدوء القاهرة في المساء فإنه قد أضفى علي بظلاله ومنحني الفرصة لأن أستعد لامتحاناتي النهائية لهذه السنة وهذه السنة أجدها تختلف عن العام الماضي، فقد شاء الله أن ينتقل الشعب المصري من الاستبداد والعبودية الى الحرية هنيئا للشعب المصري على هذا الانجاز التاريخي الرائع وهنيئا لنا لاننا لم نفقد ساعدنا الأيمن مصر، وبهذه المناسبة أسأل الله أن يرحم شهداء الثورة المصرية وأن يتغمدهم بواسع رحمته كما أسأل الله أن يسدد رأي ولاة الأمر الحاليين ويقودهم الى ما فيه الخير لهم وللشعب المصري البطل.
وبالمناسبة على الحكام أن يدركوا تماما أن الشعب اذا قال «الشعب يريد اسقاط النظام» فإن ذلك يعني أنه سيسقط لا محالة عاجلا أو آجلا أما دماء الشهداء فهو الوقود المثالي لتنفيذ هذا الشعار. فلينتبه أصحاب الشأن لهذه النقطة وعليهم أن يدركوا حجم خطورتها على كياناتهم.
[email protected]