قبل الغزو العراقي الغاشم طلبت القوات الاميركية من الحكومة الكويتية استئجار جزيرة بوبيان النائية مقابل مبلغ مالي ضخم، فرفض البرلمان الكويتي هذا الطلب وخصوصا من قبل التيار الاسلامي آنذاك بحجة ان هذه القوات ستقوم بافساد المجتمع الكويتي بأسره عندما تستأجر هذه الجزيرة هذا بالرغم من عقد الاتفاقية الامنية بين الولايات المتحدة والحكومة الكويتية والتي تقضي برفع العلم الاميركي على ناقلات النفط الكويتي لحمايتها من الهجمات العراقية والايرانية وكان ذلك اثناء الحرب العراقية ـ الايرانية.
وبعد الغزو العراقي الغاشم الغادر المباغت للكويت ادرك المجلس بأعضائه كافة ان اعتراضهم على وجود القوات الاميركية في جزيرة بوبيان كان خطأ فادحا لان هذه القاعدة الاميركية ستكون في وقت ما في المستقبل بمثابة خط الدفاع الاول للكويت ولكن فات الأوان واحتلت الكويت ثمانية اشهر، ثم قامت الحكومة الكويتية بعد هذه التجربة المؤلمة بتوقيع عدة اتفاقيات امنية مع عدة دول مختلفة من اجل عدم تكرار هذه التجربة مرة اخرى ولا ننسى ان هذه الاتفاقيات الامنية تكلف الكويت الكثير من مليارات الدولارات سنويا، كذلك نجد الكثير من الاصوات المنتقدة للسياسة الخارجية الكويتية ومنها الصندوق الكويتي للتنمية والمسمى (بعين عذاري) والذي اسس على مبدأ المساعدات الانسانية للدول الفقيرة ولمساعدتها في التنمية الا ان ذلك كان له الاثر الايجابي في المساعي السياسية لتحرير الكويت.
وقد تكون الخصخصة سيئة ومرفوضة من قبل الكثيرين من ابناء الشعب الكويتي، الا ان سُنة التغيير بالعالم قائمة لا محالة سواء قبلناها او رفضناها او الجمود على حال معينة فهو غير متناغم مع الحياة المتجددة، فبالامس كانت الشيوعية والاشتراكية الروسية والصينية صلبة كصلابة جبل الفولاذ، وفجأة ومن دون مقدمات تحولت روسيا والصين الى دول رأسمالية بالرغم من معارضة اعضاء الحزب الشيوعي لهذا التغيير القاتل للشيوعية لكن ذلك ترك لهم فكرهم الشيوعي فقط بداخل جماجمهم، اما عالمهم اليومي فقد تغير كليا واصبح نظام ستالين وماوتسي تونغ شيئا من الماضي امام الرأسمالية الاميركية والتي نشرت ثقافتها قبل نظامها عن طريق بعض منتجاتها وايضا هوليوود فإنها لاتزال محافظة على انتصاراتها، وقد يفسر البعض على ان نظام الخصخصة في الكويت سلاح جديد يستخدمه الاقلية امام الاكثرية بهدف السيطرة على الانفجار السكاني لبعض الفئات بالمجتمع الكويتي مقابل تلاشي البعض الآخر، وقد يفسر ايضا على انه محاولة جادة من قبل اصحاب رؤوس الاموال للسيطرة على نظام الدولة في المستقبل ووضع النظام الحالي في الارشيف التاريخي للكويت وهذا مالا نقبله ابدا لكنه احتمال وارد في حالة اذا طبقنا نظرية الاحتمال الاسوأ ثم قمنا بمقارنة لتحولات انظمة حدثت في العصر الحديث، ناهيك عن التحولات الكثيرة في التاريخ القديم للامم السابقة، والخصخصة ان جاز التعبير طبخة جديدة لا نعرف مذاقها الكويتي ولا نعرف ان كانت ستصبنا بتخمة من المشاكل ام انها ستقضي على ظاهرة الفساد المالي والاداري التي نعاني منها اليوم.
لكننا نستعد لها سواء كانت سلبية او ايجابية لانه قد لا يكون لدينا خيار آخر بمعنى ان «قرد حمزة ثاير ثاير) بالخصخصة.