هناك مقولة فرنسية مفادها ان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران أوصى حكومته بالاتحاد مع أوروبا مهما كلف فرنسا هذا الأمر من ثمن وقد كان اتحاد العملة الأوروبية يشكل جزءا من هذا الاتحاد ويضاف الى اتحاد حلف وارسو أو الناتو، إلا ان ذلك أي اتحاد العملة (اليورو) لم يكن عادلا بالقدر المعقول فدول الاقتصادات القوية كألمانيا وفرنسا ليس من الممكن مقارنتها بالبرتغال واليونان وبلغاريا وغيرها من الدول الأقل ثراء، ولو نظرنا الى الدول ذات الاقتصادات المتوسطة في هذه المنظومة كإسبانيا مثلا نجدها قد حاولت الانفصال قبل عام من اتحاد اليورو إلا ان الرئيس الفرنسي ساركوزي تدخل في هذه الأزمة ومنع هذا الانفصال، فالمستثمر الإسباني لا يستطيع شراء شقة سكنية في ألمانيا أو فرنسا بعكس المستثمر الألماني والفرنسي الذي يستطيع شراء بلوكات سكنية كاملة في إسبانيا ولعل ما يساعده في ذلك هو قوة اقتصاد بلده مقارنة مع الاقتصاد الإسباني الأقل قوة ولايزال هذا التناقض في القوى الاقتصادية في أوروبا يشكل قوة دافعة نحو حل اليورو قريبا والرجوع الى العملات الأوروبية القديمة وهذا ما يؤكده خبير اقتصادي اوروبي عندما أدلى بهذا التصريح قبل عامين، والمهم في هذا كله هو انه في حال فشل مشروع اليورو في اوروبا بسبب هذه الأزمة الاقتصادية فإن ذلك لا يعني فشل توحيد العملة في أي مكان في العالم، أما الخليج العربي فلا اعتقد ان مشروع توحيد العملة بها يعني الفشل الحتمي كما هو متوقع في العملة الأوروبية في المستقبل الراهن أو القريب والسبب في ذلك يعود الى تقارب القوى الاقتصادية في الخليج العربي إن لم نقل تماثلها، أضف الى ذلك ان العملة الأوروبية (اليورو) تغطي تقريبا 400 مليون نسمة وربما أكثر، أما العملة الخليجية المستقبلية فإنها قد تغطي أعدادا بشرية لا تتجاوز 50 مليون نسمة أي مع المقيمين من الجنسيات الاخرى وربما يكون مشروع توحيد العملة الخليجية بمنزلة حجر الأساس لمشروع الولايات المتحدة العربية الخليجية لذلك يجب علينا ان ندرك اننا في مأمن بعملتنا الخليجية المقبلة.